الأربعاء 29 شوال 1445 ﻫ - 8 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحكومة زنّرت بالعقد.. ما علاقة ترسيم الحدود؟

وكأنّ لعنة حلّت فجأة على كلّ التفاؤل الحكومي الذي كان قائما الأسبوع الماضي. لعنة فرملت التقدم الحكومي ودفعت بالرئيس المكلف سعد الحريري للانكفاء قليلا ريثما تتظهّر الأمور.

مصادر سياسية مطلعة تربط في حديث لـ”صوت بيروت انترناشونال” الفرملة الحكومية بمفاوضات ترسيم الحدود. وتشير الى أن عرقلة التأليف مرتبطة بشكل أو بآخر بالتأزّم الحاصل بمفاوضات الترسيم، ولا سيما بعدما طرح الجانب اللبناني، انطلاقا من الحقّ والقانون، توسيع رقعة المنطقة المختلف عليها انطلاقا من دراسات دولية ومن قانون البحار ومن اثبات حقّ لبنان بالانطلاق أبعد من النقطة 23 حتّى.

المطلب اللبناني الذي جاء مفاجئا للطرف الأميركي، ولقي رفضا اسرائيليا عبّرت عنه مصادر اسرائيلية في الاعلام أكثر من مرّة، يبدو أنه ليس مجرّد رفع سقف للطرف اللبناني. اذ تشير مصادر مطلعة الى تمسك لبنان به انطلاقا من قواعد قانونية.

المصادر اذا، التي تربط العرقلة الحكومية، بمفاوضات ترسيم الحدود، تشير في الوقت عينه الى عقد داخلية، أبرزها عدم الاتفاق بعد على عدد وزراء الحكومة، وما يشكّله الأمر من عقدة بالنسبة للنائب طلال ارسلان وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون. فإذ يصرّ الحريري على حكومة من 18 وزيرا، يعتبر ارسلان أن الأمر يشكل استهدافا للطائفة الدرزية وله شخصيا، على اعتبار أن حكومة الـ16 وزيرا كما حكومة الـ20 وزيرا، تؤمنان مقعدين درزيين يكون له حصّة فيهما. من جهته، يتخوّف فريق رئيس الجمهورية من استئثار النائب وليد جنبلاط بالتمثيل الدرزي في الحكومة، ويمسك بيده لعبة الميثاقية.

وإذ لمّح في الامس قيادي في تيار المستقبل الى امكان اعتذار الحريري وتراجعه، تشير أوساط مطلعة لـ”صوت بيروت انترناشونال”، الى أن الحديث عن اعتذار الحريري سابق لأوانه. وتلفت المصادر الى أن لقاء قريبا بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون سيعقد في الأيام القليلة المقبلة، والى اصرار من الجانبين على استكمال البحث في التشكيل.

ولكن، وإن كانت العقدة تتعدّى كونها داخلية، فإنّ أي حلحلة سترتبط بتطور ما على مستوى ترسيم الحدود من جهة أو انتظار الانتخابات الاميركية وانعكاس نتائجها على توازنات المنطقة من جهة أخرى.. فكيف ستتطور الأمور؟