السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الرسائل المهمة في تحرك الكاردينال الراعي

إن الرسائل الدقيقة التي وجهها البطريرك الراعي زرعت القلق في نفوس أعداء السيادة والحرية والاستقلال ، ‏و مخازن بكركي الوطنية مليئة بـ المفاجآت الكفيلة بتأمين الحماية المطلوبة للكيان اللبناني و ردع المتطاولين عليه

وتلك حقيقة يجب أن يعلمها الجميع ، فقد ولّى زمن الصفقات والتسويات ورموزهما ، وجاء زمن تحرير القرار والمؤسسات ، فلبنان لا يعاني فقط ، إنما لبنان دخل مرحلة صعبة من الإنهيار الإقتصادي والسقوط السياسي المدوي

ودخول الرئاسة الفرنسية على الخط ، وتحميلها جبران باسيل مسوولية تعطيل تشكيل الحكومة في لبنان ، أمر يتم أخذه على محمل الجد في الأوساط الدولية ، فالرائج الآن من الأخبار الآن بأن فرنسا تولت ملف لبنان بالتوافق مع بايدن

ومهما يكن من أمر فإن الدور السلبي لعملاء إيران في لبنان ، هو الدور الذي يمثل العقبة الرئيسية في تقدم أي ملف لمصلحة الشعب في لبنان ، فهؤلاء باتوا يمارسون التعطيل بطريقة علنية وحيال كل شيء ، و طبيعة الأمر الذي يتلقونه من طهران ، مرتبط بمناخ التفاوض الأمريكي الإيراني المرتقب

ولعل ‏كلام البطريرك في ظاهره كلام بسيط ، وكلام خطير في الوقت نفسه ،فالجمل القصيرة رسائل مباشرة تضيء حيث يجب ، وتؤلم حيث ينبغي ، وتحرّض حين تشعر الكنيسة أنّ الهمة الوطنية فترت بتراكم النكسات والخيبات المتتالية

ومن يتهم بكركي بالخيانة يتوجب القول له : ‏الف خائن كالبطريرك الراعي بمواقفه الاخيرة والمشرفة ، ولا مرة وطنياً على شاكلة عمائم الصدفة والامية الوطنية من جماعة حرب الله الذين رهنوا بلادهم لـ المحتل الإيراني ، فالراعي أشرف منهم و مواقفه تشهد له

‏ولعل صوت ⁧‫البطريرك‬⁩ الراعي بدأ يجد صداه العربيّ والعالمي ، باسم أغلبية شعب لبنان ، التي لا تملك أيّ مشروع احتراب أهلي ، بل تتطلع وبقوة إلى بنيان وطني واحد يتسع للجميع ، وينطلق في الوقت نفسه بهم نحو استعادة حقيقية لـ الجانب المُشرق من التجربة
‏ اللبنانية المعاصرة

‏وعربياً قد تبقى الراعي الدعوة من دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي هي كدعوة ينبغي أن تُترجَم زيارةً قريبة ، وعساها تكون فاتحة واضحة لحوار حول وحدة الكيان في لبنان والحياد الإقليمي ، وتدعيم الشرعية من باب وضع مزارع شبعا والحدود البحرية على طاولة البحث الجِدّي والحاسم سريعاً

فهناك من يعتبر ان الأزمة بلبنان ازمة نظام و من يرى أنها ازمة تمثيل او ازمة فساد و سوء ادارة الأزمة ، وكل هذا لا يكفي ، انما هي أزمة استقلال و المطلوب هو تحرير السلطة من سلاح ميليشيات حزب الله

ورفع الوصاية الايرانية عن لبنان ، بل وتنفيذ الدستور و التصدّي للانقلاب على وثيقة الوفاق و قرارات الشرعية الدولية ، بشكل سريع ، يبرهن على تعافي لبنان من هذا الوضع الخطير المشار إليه ، والذي تسبب بهلاك الكثيريين .