الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

العهد يستنفر أسلحته ويعد العدة للحرب

أدى سعي فريق العهد إلى قطع جسور التسويات أو المبادارات الأحد إلى انتقال الحراك المتعلق بحل الازمة الحكومية الى الخارج، بعدما صُدّت ابواب الداخل امام الحلول نتيجة سقوف الشروط والمواقف العالية والسجالات الحادة امس، بين تيار المستقبل والمستشار الرئاسي سليم جريصاتي، فسُجّلَ دخول روسي مباشر عبر اتصالات هاتفية بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وبين المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

وفي خضمّ سوداوية المشهد اللبناني، واستشعار الرعاة الدوليين ارتفاع منسوب الكيدية السياسية في البلد على حساب حسّ المسؤولية الوطنية المفقود، تموضع الملف الحكومي من جديد على رفّ المشهد الداخلي، ويبدو أنّ اقامته هناك ستكون طويلة جداً هذه المرة؛ فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، اكّدا من خلال مقاربتيهما المتصادمتين حول ملف تأليف الحكومة الجديدة، ومن خلال المشاعر السياسية والشخصيّة المتبادلة التي يكنّاها لبعضهما البعض، استحالة أن تُخلقَ بينهما «الكيميا» المسهّلة والمحصّنة لتعايشهما تحت سقف حكومي واحد. وتبعاً لذلك، دخلا من جديد في فترة طويلة من انقطاع التواصل بينهما، وأقفلا خلفهما كل الأبواب المؤدية الى إمكان تفاهمهما الآن او في المديين المتوسط والبعيد، على حكومة توافقية ومتوازنة.

هذه الصّورة السوداوية في لبنان، مقرونة بالخشية من أن يكون لبنان عاجزاً عن تلقّي الصدمات التي يمكن أن يتلقاها على اكثر من مستوى، او تحمّل تبعاتها وتداعياتها على اللبنانيين، في ظلّ الشلل والخواء والفراغ الحاصل في سلطته التنفيذية.

ومع ان حماوة السجالات وتصاعدها المحموم عبر البيانات التقليدية او من خلال وسائل التواصل الاجتماعي قد لا يشكل المؤشر الكافي والحاسم لبوصلة الاتجاهات التي ستسلكها الازمة السياسية الحكومية، فإن مستوى الاحتدام الذي طبع تصعيد الحرب الإعلامية امس بين بعبدا وبيت الوسط، رسم افقاً شديد القتامة حيال دوامة الاستعصاء التي تحكم حصارها على الازمة الحكومية. ومع انه بدا لافتاً ان تغيب القنوات “الرسمية” المناط بها التحدث باسم الجهات المعنية في هذه المعركة الحامية الوطيس، فان انخراط مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي في سجال حاد للغاية مع “تيار المستقبل” اكتسب دلالة لجهة تصعيد النبرة المتبادلة في وقت لم ينخرط المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية في السجال بعدما كان اصدر بعد ظهر الاحد بيانا مقتضبا وسط معلومات عن تعيينات جديدة في قصر بعبدا، ما يعني ان فريق العهد استنفر أسلحته للمواجهة.