السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الفوضى الجديدة في لبنان

‏ما بين سياسة “أنا أو لا أحد” وإلا الانهيار والفوضى، يبرز واقع جديد في لبنان مفاده التعزيز لمفهوم التهديد العلني بالتصفية والقتل من قبل ميليشيات تستقوي بـ”حزب الله”.

وبين كلمة “جايي دورك يا سمير جعجع” مرورا بـ”سعدنات” المخابرات السورية واستفزازاتهم الخوف كبير على لبنان، والجمهورية التي سيُعاد ترميمها على أسس الدستور من الصعب توقع قيامها في حال بقيت الفوضى الجديدة مسيطرة.

هيمنة ميليشيا ايران ستزول إذا قرر اللبنانيون، أنه ومهما استقوت تلك الميليشيات بسلاحها ومعها كل الشواذ فإن دورها كأدوات ايرانية هو دور مؤقت ولن يدوم أبداً.

‏فمشكلة رئيس الجمهورية في لبنان انه اسير الماضي، ويعيش في حالة انكار للواقع وليس لديه اي رؤية للمستقبل ولم يتعلم اي شيء من تجاربه، لكن العقدة الاكبر هي بتراث هذا الرئيس التدميري الذي خلفه وسيخلفه، من حرب الالغاء الى الحروب المفتوحة حتى يومنا هذا.

وقد قال جبران ⁧‫باسيل‬⁩ اليوم أمام البرلمان قبل ايام ان غايته وغاية الرئيس ⁧‫عون‬⁩ “ليست نزع التكليف من المكلف لكن لم تكن له الجرأة للزعم بأنه لا يتعمد “نزع صلاحيات رئيس ⁧‫الحكومة‬⁩ ونسفها فألاعيب العونيين أعادت للأذهان تاريخ عون الفاشل”.

‏تماماً بعكس شعارات ⁧‫طهران‬⁩ وفيلق قدسها، الحقيقة أن الخلاف بين ⁧‫إيران‬⁩ و ⁧‫إسرائيل‬⁩ مجرّد نزاع حدود لا صراع وجود، وللأسف خط الحدود تتفاوضان عليه منذ سنين بدم ⁧‫ العرب‬⁩ وعلى مستقبل العرب وفوق ما تبقى من أرض العرب، ولبنان يتواجد فيه من لايريدون فهم هذا الامر وتلك الوقائع.

‏ما يهمّ اللبنانيين اليوم هو الابتعاد عن الانقسام الطائفي الاسلامي المسيحي داخل المجلس حول رسالة رئيس الجمهورية، فالعين على المسيحيين الذين لا يؤيدون التيار العوني و على رأسهم القوات اللبنانية والدفاع عن الدستور والطائف مسؤوليّة وطنيّة.

كأن الانقسام الطائفي ذهب و لم يعد لأن بعض الوطنيين تكلموا عن ضرورة تجاوز الطائفية فالنار تحت الرماد وإثارة مواضيع قد تفجّر الإحتقان المعيشي والاجتماعي والسياسي باتجاه محصور باسلامي ومسيحي، يفجّر لبنان ، وخلاص لبنان باستقالة عون الآن.

‏اذا تضخّم حجم الإستنفار الطائفي سيواجه لبنان معركة تغيير النظام وليس انتخابات نيابية بل ربما عنف
‏و اللبنانيون والمسيحيون منهم خصوصاً مطالبون بالتبرؤ السياسي من عون وفريقه.

ولانّ اي خروج من الطائف وعلى الطائف يعني حكماً الإنتقال من المناصفة الى المثالثة و من العيش المشترك الى المساكنة وفخامة الرئيس الذي يتحف الناس بوعوده هو من يغذي الاحتقان الطائفي بافعاله غير المسؤولة.

هناك فرق كبير في لبنان بين التمنيات والواقع، فمن حق المواطن أن يتمنّى ومن واجب المسؤول أن يفكّر بمصلحة المواطن ويشرح الواقع على أساس المصداقية وليس كسباً للشعبية، و لكن بكل أسف واقع لبنان يحدث المتابع عن كل شيء سيء.