السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الكل يبيع ويشتري بلبنان

في لحظة البازارات السياسية والكل يبيع ويشتري بلبنان ، ومصير الشعب اللبناني على طاولات القناصل وكأن الناس في القرن ١٩ ، فالتهريب مستمر والإفلاس مستمر ونغمة الهجرة تشتد وكلٌ يغني على ليلاه ، والناس ذاهبون كفرق عملة.

وإزاء هذا الإنتحار وبرغم الانحدار ينعدم الوعي وكأنهم في طبقة الحكم ، لا يفقهون أن البيت الذي ينقسم على نفسه يخرب ، وأن لبنان إذا سقط فلن تقوم له قائمة كون المقومات لذلك موجودة وبقوة.

والسؤال: الم يحن الوقت لإيلاء تفجير ⁧‫مرفأ بيروت‬⁩ المدمّر على سبيل المثال أقصى درجات الأهمية وأن يتعاطى معه القضاء اللبناني بشفافية وحياد مطلق ؟ كما طالب ويطالب الحريصون على لبنان وفي مقدمتهم ابن البلد البار بهاء الحريري.

فتسعة أشهر مرت على هذه الفاجعة ، ولا يزال أهالي الضحايا واللبنانيون بإنتظار كشف الحقيقة ومحاسبة المتورطين ، فكم من الوقت سينتظر هؤلاء بعد لتتحقق العدالة المنشودة.

والقول أخبرونا عن دولة واحدة تدخلت بها إيران أو إحتلتها ميليشياتها و إعتبرت هذه الدولة ناجحة غنية ومتطورة ومتقدمة ، هو قول محق كون حزب الله هو النموذج الإيراني الأسوء في لبنان.

‏والمطلب من عملاء إيران واضح ، أخبرونا عن أي دولة، مدينة، شارع، بناية، طابق، شقة ، عالم إفتراضي إذن ؟ لا جواب وأجزم أنه لا يوجد ، لأن إيران نفسها وبسبب ما يسمى “بالثورة الخمينية” أصبحت دولة فاشلة وبجدارة.

‏والسؤال إلى من يهمهم الأمر كذلك : ماذا قدمت إيران لإقتصاد العراق، سوريا، لبنان، اليمن وفلسطين ؟ وكم هو عدد الأشخاص الذين أمنت لهم إيران فرص عمل من هذه الدول وغيرها ؟ وكم هو حجم الحوالات السنوية من المال الإيراني إلى الدول المذكورة ؟

الأجوبة كذلك معروفة ، صفر ومجموعة أصفار ، فإيران تنهب و تسلب حياة البشر من أجسادهم ، فهل ستمنحهم الحياة عبر عمل أو فرصة أو حتى مشروع ، هذا الأمر ليس مستحيلاً فقط بل يخالف عقلية النظام السياسي الإيراني الذي يعيش على ما يضر الناس.

وتفرض الأحداث نفسها على لبنان من بوابة التقلبات الحاصلة داخل أمزجة الطبقة المستحكمة والتي تريد مقاربة المسائل من زوايا مصالح الإيراني وليس من زوايا متعلقة بمصلحة لبنان ، إذ ثبت للقاصي والداني عدم حرصهم أبداً على نجاة سفينة لبنان من الغرق.

وهذه الآلية التي ثبت فشلها من قبل حيال ترقيع القضايا المعيشية بقرارات وهمية يتخذ العهد العوني ويتخذ منها ذريعة لتمرير مصالح بعض المقربين منه ، تصب في خانة الخيانة للأمانة وللمنصب الذي تم وضع صاحبه به.