السبت 25 شوال 1445 ﻫ - 4 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المبادرة الفرنسية... إكرام الميت دفنه

إن محاولات فرنسا البائسة إعادة نفخ الروح في مبادرتها التي رفضها المسؤولون عن خراب البلد أنفسهم، ومن خلال إنحيازهم لمصالحهم الشخصية، و بعدهم المطلق عن مصلحة البلد والناس.

وعكست لقاءات الوزير الفرنسي الزائر لبيروت مع ميشال عون رئيس الجمهورية و نبيه بري رئيس البرلمان ، عمق الأزمة الحاصلة داخل الطبقة السياسية في لبنان ، كون بعبدا و عين التينة يمثلان حزب الله في مختلف التوجهات.

والمضحك المبكي أن وزيراً فرنسياً يحث العهد العوني وأدواته على المسارعة في إنقاذ لبنان، وإلا سيعاقب الكثير من المسؤولين ، وبعبارة أصح يهددهم بعقوبات الإتحاد الأوربي عليهم كي يساعدوا شعبهم.

بل إن المبادرة الفرنسية بحد ذاتها اليوم ، ليست مخرجاً كما يزعم البعض ، بل هي جزء من مشكلة تعاطي مع الجلاد والضحية بآن معاً ، والمساواة بينهما ، في الوقت الذي ينهار فيه لبنان والمقصود هنا الشعب لا السلطة.

‏واذا كانت فرنسا جدّية ورئيسها يسعى لإيجاد حلول حقيقية للبنان فبحكم العلاقات التجارية والاقتصادية والمالية بين باريس وطهران فليمارس الفرنسي نوعاً من الضغط على الايرانيين لتفكيك ميليشياتها في لبنان اما كل ما عدا ذلك فهو مراوحة وتسويف ومضيعة من عمر الوطن والمواطن.

‏إذ تُدرك فرنسا ومن وراءها أن تشكيل حكومة بالمواصفات والمعايير الماكرونية في ظل إنحلال الجمهورية وسقوطها في قبضة ميليشيا أمرٌ لن تكون فيه فوائد الدواء الناجع لسرطان يفتك بالجسم اللبناني فجرعة المورفين لن تقيم دولة فعلية طالما سلاح ⁧‫حزب الله‬⁩ موجود لذا المطلوب فرنسيا واحد: إقناع ايران بسحب ميليشياتها.

و‏غريب أن لم يطلب جان إيف ⁧‫لودريان‬⁩ التشرف بلقاء القاضية غادة ⁧‫عون‬⁩ جان دارك ⁧‫القضاء‬⁩ اللبناني هذه الأيام وزميلها المغوار الدكتور عليّق ، لقاء مثل هذا كان ضرورياً للمس واقع الانهيار الكارثي في لبنان لمس اليد.

‏ونتيجة زيارة ⁧‫لودريان‬⁩ حتى اللحظة ، معارك طاحنة بين الجيوش الإلكترونية التابعة للزعماء في لبنان وصفر حلول للأزمة اللبنانية ، والشعب بات في طي النسيان لأن الوجع أكبر من الوصف.

‏وما زال بعض اللبنانيين بغباء مثل ذلك الديك الذي تخيل أن الشمس تشرق لأنه يصيح وما زالوا يتوهمون أن “الصمود” في مواقف المحور الأصفر والبرتقالي دليل قوة ومتناسين ان القرار والصفقات تعقد بين ⁧‫واشنطن‬⁩ و ⁧‫طهران‬⁩ في ⁧‫فيينا‬⁩ و ⁧‫مسقط‬⁩.

إنهم مجرد دمى تنفذ أوامر أسيادها ، وإن لبنان يعيش للأسف ضمن خيارات من يقدمون أنفسهم للناس على أنهم قادة وسادة وفي الواقع هم تابعون أذلاء لمحور إيران الذي يستنزف لبنان بشكل ملحوظ.