الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المحروقات الإيرانية.. و"الكرامة"

كان لافتاً حديث الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله في خطابه الأخير حول طريقة استفادة اللبنانيين من المازوت الإيراني، و استفاضته في الإجراءات المتصلة بذلك.

دائماً لدى نصرالله مفاجآت في خطاباته، لكن لم يعتد اللبنانيون على زعيم الحزب، الدخول في تفصيلات هذه العملية، كأنه بات يمثل وزارة الطاقة، أو إحدى الشركات المستوردة للمحروقات.

ثم ما يفاجىء هو عدم التحدث عن كرامة اللبنانيين في مسألة المحروقات مثلما تم الحديث عنها لدى طرح الأفكار المتعلقة بمعالجة الأزمة مع الخليج. أين الكرامة في بلد يعاني الأزمات المتراكمة و التعطيل، والإفقار، والسرقة والإهانة والمذلة، وتحكم الفاسدين بمصير الصالحين.

صحيح أن مقدمة الدستور اللبناني خلت من ذكر “الكرامة” بشكل واضح، إلا أنها جاءت على ذكر أهم المواثيق و الحقوق التي تمثل تكريساً للكرامة و امتداداً لها.

كل ما يحصل في لبنان دليل على إفلاس نموذج لبنان الإقتصادي والإجتماعي والإنساني، و على سيطرة أفرقاء معينين على الموارد الإقتصادية الرئيسية، وعلى أن ما يعانيه لبنان هو بهدف الإفقار الذي سيتوارثه المواطنون جيلاً بعد جيل. كما يدل على أن غياب الموارد الطبيعية و الثابتة و الكافية للدولة أو تغييبها، و لجوء لبنان إلى الإستعطاء، أفراداً و مؤسسات، ليس من مواصفات الكرامة، التي يجب أن تتميز بها العلاقة بين الدولة ومواطنيها. فضلاً عن ذلك، ان ما آلت إليه أوضاع لبنان غلى يد من يتحكمون بالدولة و التي أدت إلى هجرة إضافية خلال الأشهر الأخيرة بحثاً عن الكرامة في دول العالم، يدل على أن هذه الكرامة مستباحة في الوطن.

و بحسب أحد السفراء، لا يقتصر مصطلح “كرامة” على تعريف واحد، لكنه يعكس عطاء الخالق و كرمه. “لذا فالقيم و الإحترام و صون الذات البشرية و الحقوق ذات الصلة تلازم كرامة الإنسان للعيش بسلام وطمأنينة.. دون أن تكون الحقوق المتنوعة و المتساوية حكراً على أحد”.