الأثنين 19 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"المشهد اليوم": الشعب "جوعان" والصهر "فجعان"

لعبٌ بالنار على جبهة الجنوب والدولة مجرد شاهد عيان لا تملك قراراً بإشعال الجبهة ولا بإطفائها، فإن اشتعلت فجأة كما جرى ليل الثلاثاء – الأربعاء تكتفي بأخذ العلم بواقعة الاشتعال من دون أن تعي ماذا حصل ولماذا حصل، وفهمها للحدث لا يتعدى حدود ما فهمه عموم اللبنانيين أمس من أنّ “ما جرى في جنوب لبنان كان أمراً مهماً وحساساً” بالنسبة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، و”بالغ الخطورة” بالنسبة لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو.

أما على جبهة الداخل، فالسلطة تضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه تحدي سطوتها وتهديد مصالحها وتقويض محاصصات أركانها، وتستمر بالتحكم بالبلاد والعباد “عن بُعد” دون أن يتجرأ أي رئيس أو مسؤول فيها على النزول إلى الشارع والالتحام مع الناس لتفقد أضرارهم، كما فعل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أمس، في مشهد بدا معه فعلاً لا قولاً “بيّ الكل” في المناطق المسيحية المنكوبة يعبّر عن وجدان أهلها دون أن يخشى لومة حاكم أو نقمة ناقم على إعلاء صوته في المطالب السيادية الوطنية الإنقاذية، سواءً في انتقاده تعاطي المسؤولين مع انفجار 4 آب وكأنه “حادث سير”، أو في إعادة توكيده على وجوب تكريس مفهوم الحياد و”لمّ السلاح” وإنهاء حكم “الدويلات ضمن الدولة” رداً على من اتهموه بالعمالة، أو في إشارته إلى أنّ أولياء الأمر لا يسلكون “طريق الدستور” ولا يحترمونه في تأليف الحكومة.

أما في قصر بعبدا، فلا يرى الرئيس ميشال عون آية دستورية توجب عليه الاستعجال في الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة لتأليف الحكومة، وهو لا يزال يشترط ضمان ورقة التأليف في يُسراه قبل الإفراج عن ورقة التكليف من يُمناه. على أنه لوحظ أمس تقاطع مصادر القصر و”التيار الوطني الحر” عند محاولة إشراك رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالمسؤولية عن تأخير موعد الاستشارات باعتباره “تأخيراً متفقاً عليه بينه وبين عون”.

وسط هذه الأجواء طغى جمود كبير على مجمل المشهد الداخلي ترجمه انعدام التحركات السياسية فيما لم تظهر بعد أي مؤشرات الى تحديد قصر بعبدا مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة. ومع ان المواقف المعلنة في هذا الصدد غابت امس فان معلومات تحدثت عن وساطة بذلت مع دار الفتوى وأدت الى التريث في عقد اجتماع موسع لأركان الطائفة السنية في الدار كان يجري التحضير له لاعلان موقف عنيف للغاية من رئيس الجمهورية في مضيّه بتأخير الاستشارات وتكريس عرف غير دستوري يعتمد التأليف قبل التكليف. ولكن عقد هذا اللقاء لا يزال مرجحا في الأيام القليلة المقبلة ما لم تتاكد المعلومات عن استشارات الخميس.

من جهته، حسم قصر الاليزية زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت يوم الثلثاء المقبل، فيما لا توحي المؤشرات المرتبطة بالملف الحكومي، حتى الآن، بإمكان تكليف شخصية لرئاسة الحكومة قبل وصوله. الّا اذا طرأ ما قد يدفع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اجراء الاستشارات النيابية الملزمة لحسم التكليف قبل الثلثاء، وربما قبل نهاية الاسبوع الجاري، ربطاً بالحماسة التي يبديها رئيس الجمهورية لتحديد موعد هذه الاستشارات في وقت قريب.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال