السبت 25 شوال 1445 ﻫ - 4 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"المشهد اليوم": حكومة على انقاض بيروت... و"سحسوح" ماكرون انتهى مفعوله

مرّ شهر على الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، وصورة ما خلّفه من شهداء وجرحى ومفقودين ودمار، في اكثر من ربع العاصمة، هي الواضحة فقط، فيما الغموض ما زال يكتنف الانفجار وأسبابه الحقيقية، التي كان يُفترض ان يكشف عنها التحقيق الجاري، ويصارح الناس بها، لكنه لم يفعل بعد. وهذا ما يرسم اكثر من علامة استفهام حول سرّ هذا الغموض المريب، وما اذا كان خلف الأكمة ما خلفها، او انّه لم يتوصل الى شيء حتى الآن، وهنا تكمن الفاجعة الافظع من الانفجار نفسه.

اذا كان التحقيق العدلي منصّباً على بعض الجوانب الادارية وتوقيفات لبعض الموظفين الحاليين والسابقين، والمرشح لأن يستمر لفترة زمنية طويلة، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا لا يوضع المواطنون في حقيقة التحقيقات الجارية وما بلغه هذا التحقيق؟ في موازاة سؤال آخر يتمحور حول المنكوبين من الانفجار، وكيفية التعويض على المتضررين، وخصوصاً انّ آلافاً من الوحدات السكنية اما مهدّمة بالكامل، واما لم تعد صالحة للسكن واصبحت آيلة للسقوط، واما متضرّرة بشكل هائل، فضلاً عن كيفية ايواء من اصبحوا بلا بيوت؟ وهذا بالتأكيد واجب السلطة، التي ثبت انّها الغائب الأكبر عن هذه الكارثة وما اصاب الناس، ما خلا اجتماعات من باب رفع العتب لمتابعة الاغاثة والمساعدات في المنطقة المنكوبة من بيروت.

وعلى وقع انقاض بيروت واشلاء الشهداء، ما كان يدور همساً في كواليس التأليف حول وجود “نقزة” وريبة من احتمال عودة ذهنية العرقلة إلى تسيّد المشهد الحكومي، جاهر به أمس عدد من المواكبين لعملية مشاورات التشكيل مستغربين بروز طروحات ومطالب خارجة عن سياق التعهدات التي قطعها بعض المسؤولين أمام الراعي الفرنسي. فبعدما تسارع “نبض التكليف” تحت وطأة “سحسوح” الرئيس إيمانويل ماكرون ووهج زيارته الميدانية للبنان، سرعان ما عاد “نبض التأليف” ليخفت تحت أنقاض المطالب والشروط الرئاسية والسياسية، حتى يكاد البحث عن جديد المعطيات المتصلة بعملية التأليف يحتاج إلى كلب تشيلي آخر على نسق “فلاش” يعيد الأمل بوجود ومضات ضمير قابل للحياة لدى المسؤولين، لكن على ما يبدو “عادت حليمة لعادتها القديمة” وعادت معها “الذهنية نفسها والنهج نفسه” في التعاطي مع استحقاقات تشكيل الحكومات، كون “البعض لا يزال يرى الأمور من منظار مصالحه الضيقة رغم أنّ البلد وصل إلى مرحلة مفصلية بلغ معها اللبنانيون منعطفاً مصيرياً حتى أصبحوا حرفياً لا مجازياً أمام قضية حياة أو موت”.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال