الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الهرولة الرئاسية لترميم العلاقة مع السعودية

الخميس : يستقيل مذيع من محطة OTV الناطقة باسم التيار الوطني الحر التي يديرها صهر رئيس الجمهورية روي الهاشم .

الجمعة : يزور مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي السفير السعودي في لبنان وليد بخاري ، موفدًا رئاسيًا من قِبَل رئيس الجمهورية .

ما العلاقة بين الخبرين ؟

استقالة المذيع من تلفزيون OTV جاءت على خلفية تلقيه ملاحظات من رئيس مجلس إدارة المحطة لأنه ضيفه هاجم المملكة العربية السعودية وولي العهد .

لم يُعرَف ، للوهلة الأولى ، سبب هذا الحرص المفاجئ من المحطة على علاقة لبنان بالمملكة ، فأكثر من مرة هاجم ضيوفُها قادتَها ، لكن ما حدث في اليوم التالي أوجد تفسيرًا للسلوك المفاجئ للمحطة برفض التعرض للمملكة ومهاجمتها .

ففي اليوم التالي ، اي الجمعة ، زار مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي السفير السعودي في لبنان وليد بخاري ، موفدًا رئاسيًا ، وحرص على ان يكون اللقاء سريًا بعيدًا من الإعلام، لكن كشفَه من قبل إحدى الصحف صباح السبت ، اوقع دوائر القصر الجمهوري في دائرة الإرباك، فلا هي قادرة على نفيه ، لأنه صحيح ، ولا هي قادرة على تأكيده لأنها ستكون في موقع حرِج حيال حزب الله .

لماذا قررت الرئاسة اللبنانية فتح صفحة جديدة مع المملكة؟

حين تم الإعتداء على منشآت آرامكو ، وكان وزير الخارجية آنذاك جبران باسيل ، صرَّح بالقول : ” لا يمكنني من منطلق مبدأ النأي بالنفس إدانة ضرب منشأة في السعودية ” . هذا الموقف ترك أثرًا عميقًا لدى المسؤولين في المملكة الذين اعتبروا ان القيادة فيها لم تبخل يومًا في مد يد المساعدة للبنان ، فهل هكذا تُكافأ ؟

وقبل ذلك عُلِّقَت أكثر من يافطة مسيئة للمملكة ، وأظهرت التحقيقات ان مَن علقوها ملتزمون بالتيار او مناصرون له.
سلسلة من التراكمات بين المملكة والعهد ، عكستها البرودة بين رئاسة الجمهورية والسفارة السعودية في لبنان، وحين عاد السفير السعودي إلى لبنان أجرى سلسلة لقاءات مع ديبلوماسيين وزار المراجع الروحية ثم زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والتقى عددًا من السياسيين في السفارة . عندها أدركت الرئاسة انه يُفترض فيها ان تبادر فاوفدت المستشار سليم جريصاتي للقاء السفير ، في محاولة لأعادة تعبيد الطريق بين السفارة والقصر .
السؤال هنا : لماذا اختار رئيس الجمهورية مستشاره سليم جريصاتي ، القريب جدًا من حزب الله ، ليكون موفده إلى السفارة السعودية ؟ هل ليُريح الحزب ؟ هل لأيصال رسالة له مفادها ان التقارب مع السعودية لن يكون على حساب التفاهم معه ؟

من السابق لأوانه الإجابة عن هذه الاسئلة لكن ما هو مؤكد ان هذه الإزدواجية في المواقف ستُبقي على حال الريبة من العهد الذي لا يريد ان يُغادر نهج ” رِجْل في البور ورِجِل في الفلاحة ” .