السبت 20 رمضان 1445 ﻫ - 30 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

انجاز جديد للعهد... يوم من دون كسر وخلع

تحوّل الاشتباك السياسي الى جزء من يوميات اللبنانيين، ولم يعد مهماً بالنسبة إليهم عنوان هذا الاشتباك او من يقف خلفه، إنما متابعة التوترات المتنقلة من ملف إلى آخر بعيداً عن اي اهتمام بطريقة معالجة أساس المشكلة المتمثلة في الأزمة المالية التي لا يمكن معالجتها سوى عن طريق تأليف حكومة، فيما الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري تجاوز الحدود اللبنانية هذه المرة وتطايرت الرسائل والحملات بين القصر الجمهوري والفاتيكان التي زارها الحريري والتقى فيها قداسة البابا فرنسيس في مؤشّر واضح الى ان المسألة تتجاوز “القلوب المليانة” إلى استحالة التعاون المشترك لإنتاج حكومة قادرة على قيادة البلد وإخراجه من المأزق الذي هو فيه.

وجاءت الرسالة الأبرز من الحبر الأعظم من خلال الإفصاح أمام الحريري عن نيته زيارة لبنان “بعد تشكيل الحكومة”، لتشكّل “حجر الزاوية” البابوي في حثّ القيادات المسيحية والإسلامية على حد سواء، على الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية تساهم في إعادة اللحمة الداخلية في لبنان، وتشرّع الأبواب أمام العالم الخارجي لمد يد العون إلى عموم اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم وطوائفهم.

وابدى البابا فهماً عميقاً للوضع اللبناني، حيث كان تأييد لجهوده في تشكيل حكومة مؤلفة من وزراء اختصاصيين تتم تسميتهم ضمن ضوابط دستورية مقبولة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، بعيداً من محاولة تصوير الأول رئيساً للمسيحيين والثاني رئيساً للمسلمين.

اما الاهم من كل ذلك، افتد اللبنانيون من اطلالة القاضية عون ومسرحياتها المضحكة، وارتاح اللبنانيون من مسلسل “الكسر والخلع” الذي تمادى قرابة أسبوع مفجرا ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ “الممارسات” القضائية في انتظار ما سيقوم به التفتيش القضائي لجهة بت وضع القاضية عون بعد مخالفتها لقرار كف يدها عن ملفات كانت تتولاها وإمعانها في تحدي قرار مجلس القضاء الأعلى.