قام الميثاق الوطني اللبناني على ” جملة مفيدة ” وهي :
” لبنان لن يكون مقرًا او ممرًا للإستعمار “…
عاش لبنان على هذه الجملة من اربعينيات القرن الماضي حتى السبعينيات منه، وكانت ثلاثون عامًا من العصر الذهبي في لبنان ، حين بدأ التدخل في شؤونه وبدأ يتحوّل تدريجًا إلى مقر لتنظيمات غير شرعية وممر لعمليات تنطلق من لبنان إلى دول عربية واجنبية .
وحين انتقل من ” جملته الميثاقية ” التي كانت السبب في ازدهاره وبحبوحته ، إلى عكسها بحيث تحوّل إلى ” مقر وممر ” ، بدأ يتحوَّل من هونغ كونغ إلى هانوي ، إلى ان وصلنا اليوم إلى أن نكون اشبه بكولومبيا .
صَدَّرت تنظيماتٌ من لبنان ، شبكات وخلايا إلى البحرين والإمارات والكويت ، كما صدَّرت مخدِّرات إلى المملكة العربية السعودية ، فهل هناك ممر اسوأ من هذا الممر ؟ وطالما ان الخليج هو الرئة التي يتنفس منها لبنان
” اوكسيجين العملة الصعبة ” ، فإن هذه الرئة مرشحة لأن تُقفِل شرايينها من لبنان وإليه .
لبنان تساهل في ما مضى وها هو اليوم يدفع الثمن :
تساهل في ملف الخلايا التي تمَّ توقيفها في الإمارات .
تساهل في ملف الخلايا التي تم توقيفها في البحرين .
تساهل في ملف الخلايا التي تم توقيفها في الكويت .
فجاءت الضربة القاضية من المملكة العربية السعودية التي كشفت واحدة من أكبر شحنات المخدرات المصدرة الى المملكة .
مُحزِنٌ ان يتحوَّل اللبناني في العالم إلى شخص يُدلُّ عليه بالإصبع على انه من البلاد التي تُصدِّر الإرهاب والمخدِّرات ، بعدما كان يُدل عليه بانه كان يُصدِّر الادمغة ورفعت إسم لبنان عاليًا في أكثر من مجال .
” الدولة ” اللبنانية تدفع اليوم ثمن تراخيها وتطنيشها عن مصانع الكبتاغون التي ” صودِف ” أنها منتشرة في منطقة بعلبك الهرمل ، وطالما ان ” الدولة ” تعرف امكنة المصانع فإن ذنْبَها ذنْبان : أنها تعرف أمكنة إنتاج السموم، وأنها تغاضت عنها أو عجزت عن دهمها ، وبين التغاضي والعجز ، النتيجة واحدة : شيئًا فشيئًا يسقط لبنان في العزلة .
هكذا يدفع لبنان ثمن تحوله من انه ” ليس مقرًا أو ممرًا ” إلى ” مقر وممر ” .