بهاء الحريري يعلن عن برنامجه في أول اطلالة حوارية تلفزيونية

في اول اطلالة تلفزيونية حوارية له عشية ذكرى الرابع عشر من شباط، بدا الشيخ بهاء رفيق الحريري هادئا مرتاحا واثقا من امكانية استكمال مسيرة والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو اذ اعترف بوجود خلافات عائلية رفض الدخول بها احتراما لخصوصية الموضوع.

بهاء الحريري الذي غاب عن لبنان جسديا بعد استشهاد والده يبدو ان لبنان لن يغيب عن فكره وضميره، وهو كما اعلن ان انفجار المرفأ كان حافزا لعودته الى التفكير جديا للعمل السياسي، شارحا بشكل مفصل مشروعه المستقبلي والمخطط المقبل لحركة “سوا للبنان” وبرنامجها للانتخابات المقبلة، ولكن اللافت كان عدم نفيه او تأكيده عما اذا كان سيخوض المعركة الانتخابية المقبلة شخصيا، فهو اعتبر ان المهم هي مسيرة رفيق الحريري واستكمال مشروعه لإيصال البلد الى بر الامان، داعيا الشعب اللبناني بأكمله للاقتراع بكثافة من أجل حصول تغيّير حقيقي ووضع حد لصفقات المنظومة السياسية الراهنة.

واللافت ان الحريري الابن كما الوالد استعان باستعمال كلمة “الموزاييك” اللبناني الذي كان يستعملها الشهيد للتأكيد على العيش المشترك اللبناني الممّيز ، معلنا ان مشروعه هو مشروع عابر للطوائف عبر حركة “سوا للبنان” التي ستضم شخصيات من مختلف الطوائف والمذاهب، مؤكدا على اهمية الدور الشيعي المعتدل في الحركة والتي ستكون قراراتها على قاعدة الشورى. كما ان حديث الحريري التلفزيوني ركّز على نقطة اساسية وهي الايمان بمؤسسات الدولة والعمل على اعادة تفعيلها، كما دعا الى تطبيق اتفاق الطائف بحذافيره من خلال احترام المناصفة، وهو اذ شدد على ضرورة استقلالية القضاء واقتلاع الفساد اعتبر ان استتباب الامن امر أساسي.

وكشف الحريري عن اهم بنود برنامج حركة “سوا للبنان” والمتعلق بالنظام المصرفي والتدقيق الجنائي، والى وجوب تقديم خطة اصلاحية تكون المدماك لاعادة الدعم والمساعدة للبنان من قبل الاشقاء العرب والمجتمع الدولي وصندوق النقد والبنك الدولي، كم اعطى البرنامج القطاعات السياحية والتعليمية والصحية حيزا مهما ضمن اولوياته.

وكأن الحريري في تعداده لبرنامج الحركة يضع مشروعا لبيان وزاري، وهو رد بديبلوماسية رفيعة عن سؤال حول امكانية تسميته لرئاسة الحكومة فأعتبر ان رئاسة الحكومة ليست الاساس، بل الاساس هو البلد والشعب.

كما ان الشيخ بهاء وفي حواره تطرق أيضا إلى مكانة الطائفة السنية في البلد، رافضا تهميشها وتهميش دورها بأي شكل من الاشكال، وعلى الرغم من انه وصف الوضع في لبنان بالخطير ابدى اعتقاده بأن الانتخابات ستجري في موعدها وهي الاساس لفتح صفحة جديدة ومحطة تغييرية تكون من خلال صناديق الاقتراع وليس بالعنف، وتحدث صراحة عن رفضه اقامة اي حوار او تعاون مع المنظومة السياسية الحالية بما فيها “حزب الله”.

كما جدد التأكيد بأن ما وصلنا اليه من تدهور مالي واقتصادي سببه هو عدم التزام لبنان بدفع المستحقات المتوجبة عليه للدائنين.

الشيخ بهاء الحريري الذي لديه علاقات وثيقة عربيا ودوليا، اكد على عروبة لبنان العضو في جامعة الدول العربية والذي هو جزء من الجسم العربي، واعتبر ان المبادرة الخليجية التي نقلها مؤخرا وزير الخارجية الكويتي الى لبنان اتت بدعم من المجتمع الدولي ككل.

ولم ينسَ الحريري توجيه الشكر الى المملكة العربية السعودية والى الدول العربية والخليجية للدعم والمساعدة التي قدمته للبنان بما في ذلك المساعدات للقوى الامنية والعسكرية، متمنيا اعادة تفعيل المساعدة السعودية لهذه القوى في اقرب وقت ممكن.

الحريري وفي ختام مقابلته الهادئة والصريحة اشاد بممثله السياسي في لبنان صافي كالو الذي اكد ان لديه ملء الثقة فيه، وجدد التزامه بما تعهد به من العودة الى بيروت فور توفر الضمانات الامنية له.