الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بواخر النفط الايرانية لن تعيد "الهيبة" لمن رهن لبنان لعباءة "ولاية الفقيه"

في الذكرى السنوية الرابعة لتحرير الجرود الشرقية كانت مناسبة استغلها امين عام حزب الله حسن نصر الله لتوجيه رسائل متعددة وفي كل الاتجاهات وبالطبع لم يسلم منها المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار الذي بات من اركان خطاب نصر الله والذي ينتقد فيه اسلوبه وطريقة تعاطيه معتبرا انه “يسيّس” التحقيق واللافت هذه المرة مدافعته عن الرئيس حسان دياب لناحية طلب الاستحضار الذي سطره البيطار بحقه وهذا الامر يطرح العديد من علامات الاستفهام عن الخلفيات التي تدفعه الى انتقاد عمل القاضي مع العلم ان اي ادعاء او امر توقيف لا يصدر ما لم تتوفر في حوزته العناصر الجرمية الموثقة بالمستندات او المراسلات.

اما فيما يتعلق بسوريا والتي شارك في معاركها اعتبر نصر الله انه كان يريد ايقاف ما سماه “بالحرب الكونية على سوريا” رغم انه اصر في بداية الاحداث على ان مهمة الحزب محصورة بالدفاع عن المقامات المقدسة وبالتحديد مقام “الست زينب” واذ بعناصر الحزب تنتشر على مساحة سوريا بمشاركة عناصر “الحرس الثوري الايراني” وبات القتال يدور بينهم وبين الشعب السوري المعارض لنظام بشار الاسد .

هذا الكلام يقودنا الى مراجعة حسابات الربح والخسارة والنتائج التي تحققت على الارض ولا بد من تفنيدها بداية على صعيد سوريا فهي باتت مشلعة مقسمة الى دويلات ولم يعد للنظام الذي يرأسه بشار الاسد سوى بقعة جغرافية لا تتجاوز ال 30% ويتشارك السلطة عليها مع الميليشيات الايرانية في حين ان الجزء المتبقي تحت سيطرة قوى الثورة والقوات التركية والاميركية و”قسد” وبالطبع للمنظمات الارهابية حصة ايضا كما باتت مستباحة للطيران الاسرائيلي والمروحي الذي يقصف بشكل مستمر مستودعات الاسلحة فضلا عن اغتيال العديد من الشخصيات الايرانية المهمة.

ومن خلال العودة الى عدسات الصحافة فالدمار شبه الشامل يظهر على مساحة سوريا والذي قضى على البنى التحتية لمعظم المدن فضلا عن الخسائر في الارواح التي تجاوزت الالاف وحصلت على يد جيش النظام وميليشياته ولا تزال مشاهد الاطفال والنساء والشيوخ الذين قتلوا بالبراميل الكيماوية مطبوعة في الاذهان.

يقول نصر الله لولا حزب الله لكانت داعش سيطرت على لبنان ونسي أن باصات الحزب هي من نقلت عناصر داعش وعائلاتهم من القلمون والنظام نقلها بباصاته إلى السويداء ليضربوا الدروز.

اما على صعيد تلبيتهم النداء للمشاركة في المعارك والذي وفق ما ورد في كلمته فكان”استجابة لارادة الشعب واهل الجرود من مسلمين ومسيحيين” وعجز الدولة عن المبادرة في مواجهة الارهابيين والدفاع عن البلدات والقرى في مواجهة الارهابيين رغم علمه ويقينه انه لم يكن هناك تفويضا له بالدخول في المعركة في سوريا والتي تسببت بحمامات دم.

وفي ما يتعلق باعتباره ان لايران الفضل في قتالهم فهو يعلم ان الامر يشكل العامود الفقري للخلافات مع حزبه لاسيما وانه يعلن بشكل دائم امتثلاه لاوامر الولي الفقيه رغم اعلانه ان سلاحه هو فقط لمواجهة العدو الاسرائيلي الا انه بات واضحا منذ حرب تموز 2006 محاولته تجنب المواجهة معها وهو الذي لم يحرك ساكنا عندما تدمرت غزة وما حصل مؤخرا لناحية اطلاق الصواريخ باتجاه اراض غير مأهولة في الاراضي المحتلة لاقاه العدو الاسرائيلي بالاسلوب نفسه وبات القصف يقتصر على المواقف النارية.

اما بالنسبة للارباح الذي حصدها فهي تتمثل اولا بخسارته الدعم العربي والخليجي الذي كان سنداً خلال الاجتياحات “الاسرائيلية” فضلا عن التضامن الداخلي الذي بات شبه معدوما وبات الوصف الاساسي لسلاحه بانه “غير شرعي” والذي يتفاخر باستعماله في ساحات اليمن والعراق والبحرين والطائرات المسيرة التي يطلقها الحوثيون باتجاه المملكة العربية السعودية باشراف عناصر حزبه وهذا الامر انعكس على بيئته التي باتت تئن تحت وطأة الازمة المعيشية وباتت شريعة الغاب هي التي تحكم الشوارع والازقة ولا يمكن للبواخر الايرانية المحملة بالنفط ان تعيد الثقة التي فقدت يوم قرر ارتداء عباءة “ولاية الفقيه”.