بين " أمل" و "حزب الله" صراع حقيقي... إلكتروني وسياسي

ليست المرة الأولى التي يجتمع فيها المعاون السياسي للرئيس نبيه بري ، على حسن خليل ، والمستشار الأمني للرئيس بري، احمد بعلبكي ، من جهة ، مع رئيس وحدة الإتصال والتنسيق في حزب الله وفيق صفا ، وحسين خليل ، المعاون السياسي لحسن نصرالله ، فالإجتماعات بين ” اللصيقين ” لكلٍّ من بري ونصرالله شبه دورية وغالبًا ما تكون غير معلنة . الإجتماع الأخير كان معلنًا وخرج الى الإعلام ، فماذا يعني ذلك ؟

الثنائي ، حزب الله وحركة امل ، يحتاج إلى ” صورة جامعة ” تُظهِر ان ” الأمور على ما يُرام ” ، فهل هي كذلك ؟
يقول خبير في البيئة الشيعية لصوت بيروت انترناشونال : ” لو كانت الأمور على ما يُرام ، لَما خرج خبر الإجتماع إلى الأعلام ” ، ويذكِّر هذا الخبير بالمعطيات التالية التي تعكس هذا التباين :

حسن نصرالله ” نصح ” الرئيس المكلَّف بحكومة ” تكنوسياسية”. حركة ” امل ” جددت المطالبة بحكومة اختصاصيين من 18 وزيرًا .

نصرالله ” حمَّل الرئيس بري ” بشكلٍ غير مباشر مسؤولية بقاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في منصبه ، من خلال التلميح إليه في خطابه الأخير بالقول إن أحد اصدقائنا ( ويقصد الرئيس بري ) نصحنا ببقاء حاكم مصرف لبنان .

فياتي الرد من عين التينة انه حين طرح الرئيس بري بقاء حاكم مصرف لبنان كان هناك شغور بين نواب الحاكم ومجلس الحاكمية .

ورصد صوت بيروت انترناشونال ، في ظل هذا التباين، حملة تشهير متبادلة بين ” الجيشين الألكترونيين ” لكل من امل وحزب الله على مواقع التواصل الإجتماعي ، ومن عيِّنة هذا التشهير نشر صور لأبناء مسؤولين في الحركة والحزب ، بادية عليهم مظاهر الثراء ، ما تسبب بسخطٍ لدى جمهورهما.

ولم تنفع كل محاولات التهدئة أو فرض ” هدنة إلكترونية ”

وتقول المعلومات ان الحزب يوجِّه اصابع الإتهام إلى أحد القريبين جدًا ، عائليًا ،من الرئيس بري بأنه يقود الحملة ضد الحزب على مواقع التواصل الإجتماعي .

في المحصِّلة ، انكسرت القاعدة التي تقول ” حليف حليفي … حليفي ” ففي حال أمل وحزب الله فإن ” حليف حليفي … ليس حليفي ” ، فالتفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر ، لم يجعل التيار حليفًا لأمل بل استمر خصمًا لها ، وربما العلاقة بين الحزب والحركة باتت بدورها بحاجة إلى ” تفاهم جديد “.

وتختم مصادر المعلومات : لم يعد ينفع الحديث عن ” توزيع أدوار بين حارة حريك وعين التينة ، فالهوة أوسع من أن يُضيِّقها هذا التفسير .