الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بين "استدعاء" السفيرة شيا والسفير الإيراني... مشهد يعكس الحقيقة المرة

عندما فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، سارع وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة بطلب من رئيس الجمهورية الى استدعاء السفيرة الأميركية دوروثي شيا للاستفسار عن الأمر، ولمطالبتها بتقديم المستندات اللازمة التي طالت باسيل بموجبها العقوبات، فما كان منها الا ان لبت الطلب وحضرت الى وزارة الخارجية محترمة الدولة اللبنانية وقرارها، الا ان المشهد بدا معاكس تماماً مع السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا الذي رفض القدوم الى وزارة الخارجية اليوم، بناء لإستدعاء الوزير وهبه، على خلفية ما نشرته قناة “العالم” الايرانية على موقعها الالكتروني، من مقال جاء مهيناً بحق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وذلك بحجة ظروف طارئة فرضت على فيروزنيا تعديل جدول نشاطه المقرّر اليوم الاثنين.

شتان ما بين تعامل الولايات المتحدة مع لبنان، وهي الدولة العظمى في العالم وبين تعامل ايران مع لبنان الذي تقوده من خلال ذراعها الإرهابي “حزب الله” الذي يسيطر على كل مفاصل الدولة، بحكم السلاح وقوة الأمر الواقع، من هنا اعتبر السفير الإيراني انه اكبر من ان يلبي استدعاء وزير الخارجية اللبناني الذي يعتبره مجرد موظف في الحكومة التي تديرها دولته، الرهينة لحزب الله أو الواجهة التي ينفذ من خلالها مخططاته، وخير دليل على سيطرة حزب الله على الحكومة وفرض إرادته على الوزارات، عندما ظهرت مخالبه بوضوح عام 2008، اثر محاولة الحكومة السيطرة على شبكة اتصالات يتحكم بها الحزب، فاجتاح مسلحوه العاصمة بيروت.

لم يكن مستغرباً رفض السفير الإيراني تلبية الاستدعاء، وان كان مؤكداً ان ما اقدم عليه وزير الخارجية اللبناني مجرد خطوة لذر الرماد في العيون، على اعتبار أن القاصي والداني يعلم انه يأمر ولا يؤتمر في لبنان.