الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تدجين الميليشيات في ظل التفاهمات.. حزب الله نموذجاً

تعيش الولايات المتحدة الأمريكية في ظل إدارة بايدن حالة غريبة من نوعها، إذا ما تابعنا ذلك في العالم العربي، لكن الحزب الديمقراطي الحاكم في أمريكا ينظر لجو بايدن على أنه إبن المؤسسات، وهنا تكمن الإيجابية والسلبية معاً في الأداء الأمريكي في المنطقة، لاسيما مسألة التفاوض الغربي مع النظام الإيراني، فصقور الإدارة في واشنطن يرون المسائل المهمة تحتاج لتفاهم آخر مع طهران، وحمائم الإدارة الأمريكية، يرون في لبنان وسوريا والعراق وحتى اليمن، مسائل فرعية من الممكن تسويتها، إذا تم إنجاز إتفاق نووي جديد مع النظام الإيراني، وبالتالي تقديم تنازلات.

وحزب الله هذه الميليشيا المسلحة وصاحبة مشروع الجمهورية الاسلامية في ⁧‫لبنان‬⁩ تيمنًا بمشغّلته ايران فشل في مخططه بتعميم نموذجه على المستوى اللبناني العام، وبرغم تدجين حزب الله لبعض الساسة الموارنة المستفحلين في لبنان، للوصول الى كرسي بعبدا تبقى الخشية من لجوء الميليشيا وقبيل الإنتخابات النيابية لافتعال اعمال فوضى وقلاقل، ويعيش لبنان في ظل جرائم متسلسلة من ⁧‫انفجار مرفأ بيروت‬⁩ الى تجنيس الأغراب وهو توطين مموّه الى اختلاس أموال وجنى عمر المكلف اللبناني وكل الصراخ والمعالجات والمواقف والإعتصامات لم ولن تجدي نفعًا

فما لم يسقط العرش من عليائه وما لم تتقاعد الميليشيا العسكرية المسماة حزب الله، التي تدير وتحمي علي بابا والـ ٤٠ حرامياً، لن يكون هناك إستقرار في لبنان على المدى القريب، وقد حصل تعتيم اعلامي في لبنان على بيان رئيس المجلس الماروني العالمي الذي طالب صراحة باستقالة رئيس الجمهورية، ورأى في استقالة الرئيس مصلحة لبنانية و ضرورة مارونيّة.

وباتت رئاسة الحكومة الحلقة الأضعف في نظام لبنان السياسي، ومن أهم أسباب ذلك التكالب على المنصب وتقديم التنازلات للوصول إليه، فميقاتي مثلا لا يملك عقد اجتماع لحكومته حاليا، ولأن حزب الله يشترط اغلاق ملف المرفأ، لماذا لا يستقيل نجيب ميقاتي والحال كذلك حماية للمنصب؟ بالفعل هذا هو السؤال الذي يظل عالقاً في أذهان الجميع، كون لبنان ببساطة شديدة ينهار.

وعندما تستمع الى اصحاب السعادة النواب في لبنان عن بطولاتهم في اسقاط الكابيتول كونترول تتساءل، هل يجرؤ القبضايات النواب على طرح كلفة سلاح حزب الله و كلفة حروبه؟ وكذلك كلفة سلخ لبنان عن محيطه العربي وعن الشرعية الدولية، وما هي كلفة الاحتلال الايراني على لبنان؟ فالفرصة مواتية جداً لفضح كل شيء، سيما وأن الصراحة راحة كما يقول المثل.