الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"تنابل" السلطة ينتظرون الخارج... والخيط انقطع بين بعبدا وعين التينة

لم يعد غريباً ان يشهد الواقع اللبناني المتوغل نحو سقوف إضافية من التداعيات المأسوية للازمات السياسية والصحية والاقتصادية ‏والمالية والاجتماعية بداية صعود لافت لدعوات الى تدويل الازمة اللبنانية برمتها على غرار ما كانت تشهدها حقبات الحروب ‏والهدنات الهشة التي تفصل بين جولة قتالية وجولة أخرى.

ذلك ان الغياب الفادح لاي تحرك داخلي مؤثر نحو انهاء “ازمة العصر” ‏المتمثّلة بتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة ومنع أي استجابة جدية وحقيقية للمبادرة الفرنسية اليتيمة المطروحة على الطاولة، كما ‏للمبادرة الداخلية وعلى رأسها تحرك بكركي ومن بعده مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، أدى الى تفجير اليأس المتحكم لدى ‏الكثير من الجهات الناشطة في اتجاه الدفع بالبلد نحو حقبة انقاذية يبدو واضحا ان السلطة المتحكمة بالبلد الآن تمعن في وضع العراقيل ‏أمامها‎.‎

وإزاء خيبة الأمل التي أصابت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي “بسبب عجز المسؤولين عن التلاقي والتفاهم” على ‏تأليف حكومة مهمة إنقاذية، وبعدما “لم يتجاوبوا” مع مبادرته التقريبية لوجهات النظر، ما أوصل لبنان إلى “مرحلة خطيرة تحتم ‏الموقف الصريح والقرار الجريء”، جاهر البطريرك الماروني بالمطالبة بطرح القضية اللبنانية “في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم ‏المتحدة يثبت لبنان في أطره الدستورية الحديثة، التي ترتكز على وحدة الكيان ونظام الحياد وتوفير ضمانات دائمة للوجود اللبناني تمنع ‏التعدي عليه، والمسّ بشرعيته، وتضع حدًّا لتعدّدية السلاح وتعالج حالة غياب سلطة دستورية واضحة تحسم النزاعات، وتسدّ الثغرات ‏الدستورية والإجرائية، تأميناً لاستقرار النظام، وتلافياً لتعطيل آلة الحكم أشهراً وأشهراً عند كل إستحقاق لإنتخاب رئيس للجمهورية ‏ولتشكيل حكومة”.‏

ويبدو انّ الشعرة التي كانت لا تزال توصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره السياسي، وبين رئيس المجلس النيابي نبيه ‏بري، انقطعت، وصعدت العلاقة بينهما الى ذروة التصعيد، وصارت معلّقة على سلك توتر حارق‎.‎

ولعلّ المقدّمة النارية الليلية، التي أوردتها قناة الـ “ان بي ان” ضدّ التيار الوطني الحر والعهد، رداً على مقدّمة عنيفة لمحطة “او تي ‏في” ضدّ رئيس المجلس، تؤشر الى مرحلة من التخاطب ومن دون قفازات، وبعبارات من تحت الزنار السياسي. حيث صوّبت الـ “ان ‏بي ان” على من سمّتهم “الوطنجيون الجدد”.‏

وكان لافتاً عودة سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري إلى بيروت أمس، بعد غياب في إجازة إمضاها مع عائلته في بلاده‎.‎

ووضعت عودة السفير بخاري حداً للإشاعات والتكهنات التي راجت طوال فترة غيابه حول مزاعم عن سحب الرياض للسفير الناشط ‏في بيروت لأسباب سياسية، كثرت التفسيرات والأقاويل حولها.

وتعتبر عودة السفير بخاري إلى بيروت في هذه المرحلة بالذات، بمثابة ‏تأكيد جديد لاهتمام القيادة السعودية بما يُعانيه لبنان من أزمات إقتصادية ومالية، واستمرار الالتزام السعودي بتقديمات مؤتمر سيدر، ‏حيث بلغت حصة السعودية نصف مليار دولار، وبلغت مساهمتها في مؤتمر دعم لبنان الذي ترأسه الرئيس الفرنسي ماكرون ربع ‏مليار دولار، مع الإشارة إلى زن الرياض ملتزمة بشروط مؤتمر سيدر لتقديم الدعم للبنان، وفي مقدمتها تحقيق الإصلاحات المالية ‏والإدارية التي تعهدت بها الحكومة اللبنانية أمام المؤتمر.‏