الثلاثاء 14 شوال 1445 ﻫ - 23 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جبران بعد"إفطار السيِّد" ليس "سيِّد نفسه"

مرمى حجر هي المسافة بين حارة حريك (المقر المفترض للسيد حسن نصرالله) و”الفوروم دو بيروت” عند المدخل الشرقي للعاصمة (حيث اعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مرشحي التيار).

حتى المسافة الزمنية كانت قصيرة: مساء الجمعة إفطار في حارة حريك لدى السيد نصرالله. نهار السبت “الكلمة النارية” لباسيل في إعلان مرشحي التيار الوطني الحر.

اللافت في بيان حزب الله عن الإفطار، أنه وضع إسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية قبل إسم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهذه الأولوية لأسم فرنجيه على باسيل، لها دلالاتها، إذا تعني أن فرنجيه متقدم على باسيل عند حزب الله.

في المضمون، بدا الإفطار كأنه “أمر عمليات”: ممنوع على باسيل مهاجمة الحلفاء، مسموحُ له مهاجمة الخصوم. وهكذا جاء خطاب باسيل، المسهَب والمطوَّل والمكرَّر، هجومًا على كل خصومه، الذين “صودفوا” أنهم مسيحيون، فيما لم يتلفَّظ بكلمة عن الرئيس نبيه بري الذي يصفه بال ” بلطجي”.

هاجمَ باسيل صهره العميد شامل روكز ، والأعضاء السابقين في تكتل لبنان القوي : ايلي الفرزلي ونعمت افرام وميشال معوض وميشال ضاهر ، وصولًا إلى سمير جعجع وسامي الجميل وفريد هيكل الخازن ومنصور البون وفارس سعيد وبطرس حرب ونجله مجد حرب .

نسي أنه قال في محمرش ( بلدة في أعالي قضاء البترون ) أنه وصف الرئيس بري بال ” بلطجي”، ونسي أنه قال عن حزب الله أنه “مش ماشي الحال معو” . استفاق على واقعة واحدة وهي: “مَن يعطيني اصواتًا، أكون ممتنًّا له”. وحدَّه السيد حسن نصرالله سيعطيه اصواتًا : في جبيل ، وفي بعبدا وفي بعلبك الهرمل وفي زحلة وفي البقاع الغربي وفي بيروت الثانية ، فلماذا لا يكون “ممتنَّا له”؟ وما حاجته إلى الأسماء الآنفة الذكر؟ ولماذا لا يهاجمها؟

هناك خمسة مرشحين على الأقل للتيار الوطني الحر، سيصبحون نوابًا بأصوات حزب الله، وهؤلاء لن يأتمروا بأوامر التيار بل بأوامر حزب الله، ما يعني ان للحزب خمسَ ودائع في تكتل التيار الوطني الحر، تمامًا كما كان يفعل نظام الوصاية السوري حين كان يرشح ودائع في لوائح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مع فارق “بسيط” ان باسيل يقدّم الودائع لحزب الله فيما الرئيس الشهيد كان مرغمًا على أخذ النواب الودائع.

باسيل لم يكن في إفطار السيد “سيد نفسه” فكيف يكون في مهرجان الترشيح “سيد نفسه”؟ هذه الحقيقة يعرفها باسيل جيدًا، وكلما كان بحاجة للسيد نصرالله، كلما التصق به أكثر.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال