الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 ﻫ - 14 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جرح بيروت والكلام الذي لا يفيد

عام مر على إنفجار مرفأ بيروت من دون معرفة أي تفاصيل لمن أدخل هذه المواد الخطرة، أو ساعد على إدخالها كي تقع تلك الكارثة التي شردت سكان العاصمة و جعلت بيوتهم أثراً بعد عين، وأكثر من ذلك هذا العند السياسي و القضائي الذي يشرف عليه الرئيس ميشال عون الرافض كل الرفض لأي مسار عدلي ينصف ذوي الضحايا، ويجعل المجرمين في قفص الإتهام.

حديث المنظمات الدولية المعنية بالشأن الحقوقي و الإنساني عن أن عون وحسان دياب كانا على علم تام بوجود هاتيك المواد ومدى خطورة ما تمثله على الناس في لبنان، هو حديث يؤكد المؤكد مجدداً، وحتى ملف تشكيل الحكومة في لبنان، ومدى إرتباطه بقضية مرفأ بيروت، يشرح ويوضح حقيقة هذا الواقع السياسي المختلط، الذي يدعو إلى الاشمئزاز والقرف لأن تلك العابثة تعيش بواد والناس في واد آخر

جرح بيروت النازف هو جرح كل المحافظات اللبنانية الأخرى، كون الذين تسببوا بهذا الجرح أو تلك الجراح لا يزالون يطرحون أنفسهم كجزء من الحل في بلد مثل لبنان ينهار رويداً رويداً، والوضع المأسوي معيشياً يطرح العديد من التساؤلات حول حل يلوح بالأفق ، وحتى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ظهر بالأمس في بعبدا بثوب النفور من مطلب عون التعجيزي أو بالأحرى مطلب حزب الله على لسان عون، وإذا كانت الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، فإن الصح لا بد من وقوعه في نهاية المطاف، ولا بد لهذه السلطة العابثة أن تدفع ثمن ما قامت به حيال شعب لبنان الذي يريد العيش الكريم.

‏لو تمت من قبل معاقبة المجرمين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه بألفي كيلوغرام من المواد المتفجرة في قلب بيروت، لتحول مسار الأحداث في لبنان ولعرف كل مجرم حده، وفي كل جرائم الاغتيال ومحاولات الاغتيال في لبنان من مروان حمادة الى لقمان سليم، كان الذي تجرّأ على استيراد باخرة النيترات إلى بيروت، قادراً على فرض إرادته لأن مغطى بشكل واضح من حزب مسلح بحوزته المرفأ و سلاح غير شرعي، لأن الذين يتحدثون عن السيادة في لبنان داخل منظومة العهد العوني هم الذين يتبعون أوامر فصيل مسلح تابع لإيران مثل حزب الله، و يجعلون من كلام حزب الله و أفكاره نهجاً في الحكم يطبقونه.

وإذا كانت منظومة الفساد في لبنان ساهمت بوصول البلد إلى ما وصل إليه من انهيار، إلا أن الأساس يبقى في من قاد عن سابق تصوّر وتصميم لبنان إلى جهنم والمالي والاقتصادي، من خلال احتلال لبنان والمشاركة في الحروب الإقليمية وعزل لبنان عن محيطه العربي، إنه ميشال عون الذي يصر مع صهره جبران باسيل على جعل لبنان جسراً لمصالح إيران، وورقة تفاوض بيد الولي الفقيه، و إرتهان شعب لبنان لأمد طويل كي يقبل بالهجين من القرارات و الفتات من المساعدات.