الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جنبلاط... اقطاعي الجبل يخشى خروج رعيته من القمقم الذي وضعها فيه

اقطاعي الجبل يعلن خشيته على رعيته من الفيروس المستجد، فكالعادة استنهز وليد جنبلاط الفرصة لاظهار نفسه انه المؤتمن على ارواح ابناء الجبل،

فبدأ بتوزيع الصابون في مناطق نفوذه للوقاية من كورونا، كما سبق ان اعلن خوفه عليهم من مجاعة تطل برأسها على لبنان ليوزع كرتونة اعاشة على العائلات… هكذا ينظر جنبلاط الى ابناء طائفته، ارضاؤهم ممكن بشيء قليل لكسب ودهم وبقائهم تحت امرته.

من ورث ابيه واضل الطريق يجهد لتوريث ابنه بلاط الزعيم الذي اقنع رعيته انه حاميها من غدر كل دخيل، لكن في الحقيقة هو سرق حقوقها ليعود ويوزع عليها حفنة منها، مدعيا انها من خيره وكرمه وخشيته عليها.

يغرد جنبلاط في الليل والنهار مطلقا المواعظ والحكم والاراء، ادعى خوفه على اهل الجبل واللبنانيين من المجاعة فدعا في تغريدة اهل الجبل الى الزراعة حيث قال” ان زراعة القمح وغيرها من الحبوب ليست الا الخطوة الأولى للصمود واعتماد نمط اقتصادي إنتاجي تعاوني بدل اقتصاد الخدمات السابق الذي انتهى.

واضاف” خلافا للعقلية التجارية الحاكمة فان حماية الزراعة والصناعة أساس، فكفى التفكير برهن الثروات الطبيعية أو الخصخصة.

لقد أوصت كل الدول بالصلاح أولا”… بدلاً من ان ينفق من مليارات ابناء طائفته التي نهبها، يدعو جنبلاط الناس الى العودة للزراعة من اجل تأمين قوت يومهم.

جنبلاط الذي يدعي الان خوفه على اهل الجبل واللبنانيين من كورونا يتناسى ان في رقبته عشرات الضحايا الذين فارقوا الحياة نتيجة اصابتهم بالسرطان بسبب دواخين الموت التي تلوث الاجواء من شركته “ترابة سبيلين”، وفي كل مرة يعتصم محتجون رافعين الصوت والشعارات بان “التلوث تسبب بإصابة اهالي المنطقة بأمراض السرطان والربو والحساسية الخطيرة والمميتة”، وجنبلاط همه المال على صحة وارواح الناس والضرر الذي يلحق بالطبيعة التي تشوهت بكسارات ومقالع المعمل، لا بل في الوقت ذاته يطلب التضامن مع ايران المصدّر الرئيسي للفيروس الى لبنان حيث غرّد قائلا “في ظل الانفجار الهائل لهذا الوباء وحده التضامن الإنساني هو الأساس ولتسقط الحسابات السياسية الضيفة .يحق لنا ان نطالب بمساعدة صندوق النقد الدولي مرفقا ببرنامج إصلاح جدي وان نطالب بمساعدات للشعب اللبناني وللاجئين وهذا ابسط قاعدة للحماية.ها هي ايران تطالب العون ونحن نتضامن معها”.

ملفات فساد جنبلاط لا تعد ولا تحصى فهو من ردم البحر خلال الحرب الاهلية واقام مرفأ لرسو البواخر وتشييد خزانات للوقود على الاملاك العامة البحرية لصالح شركة “كوجيكو” التي يمتلكها، قبل ان تنتقل هذه المنشآت الى شركة “ترابة سبلين” بعد ترخيص التعديات، والحصول على مرسوم يجيز لها ردم 100 الف متر مربع في البحر، واستثمار 50 الف متر مربع من المسطح المائية ليتم توسيع المرفأ ليتماشى مع اغراضها التجارية… لا يخجل ان يوزع على الناس صابون لحمايتهم من كورونا!

الطائفي الاول في لبنان رسخ ثقافة نظام المحاصصة، في التعيينات والصناديق والوساطات، وفي السياسة لا يعرف له حليف، همه الاول مكاسبه ام المبادئ فغير وارده في قاموسه، يهاجم “حزب الله” ويرسل موفده الى نصر الله، يهاجم الرئيس ميشال عون ويدعو الى استقالته ويهاجم جبران باسيل ويطلب من ابنه تيمور لقائه، يمدح سعد الحريري ويعاود اظهار مراهقته بالسياسة، تحالف مع قوى 14 اذار ثم أعلن أن تحالفه كان بحكم الضرورة، ويجب ألا يستمر، فكان عراب التحالف الرباعي الذي نُسج في ايران ونسف التحالف، يدعي انه مع مطالب الثوار ويرسل ازلامه لتكسير خيمهم في الجبل، بعدما تساءل عن البديل لإسقاط الطبقة السياسية، حيث قال” السؤال المحوري هو من ينجز الانتخابات المبكرة، وفي رأيي الجواب هو المجلس النيابي الحالي، أي أن التغيير يجب أن يمر عبر المؤسسات.. الحراك قام بثورته احتجاجا، والمهم هو استيعاب أن التغيير شعبي ولكن أيضا من خلال المؤسسات”… يخشى الزعيم الاقطاعي من صحوة المواطنين ومن خروج رعيته من الظلمات الى النور، من قلب الطاولة عليه واكتشاف حقيقته.

في السرقة والفساد ونهب المال العام يتفنن جنبلاط، وفي استخدام السياسة للمصالح شخصية يعطي دروساً، ثروته تفوق الملياري دولار، يمتلك أسهماً في شركتين تعملان في مجال النفط، الأولى هي “كوجيكو” للبنزين والمازوت والتي يجني منها ارباحاً طائلة، اما الشركة الثانية فهي “صيداكو” للغاز التي تشكل مع اربع شركات اخرى كاريتلاً يجني منها ارباحا بملايين الدولارات.

هدف جنبلاط ان يبقى الدروز في القمقم الذي وضعهم فيه، الا ان الايام تظهر ان اهل الجبل استيقظوا بعدما تخموا من الفقر والازمات التي تطالهم كما تطال باقي اللبنانيين، وسينفضون عنهم عباءة الزعيم التي اثقلت كاهلهم على مدى سنين.