الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزب الله"يستأثر بقرار الطائفة من خلال مقاطعة المجلس الشيعي لدعوة البخاري

بينما كان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري يعلن عن موعد اطلاق صندوق المساعدات السعودي-الفرنسي للشعب اللبناني من دارته في اليرزة خلال افطار جامع حضره رؤساء الطوائف الدينية في لبنان، كان اللافت غياب ممثل عن المجلس الشيعي الاعلى عن هذه المناسبة مما ترك علامات استفهام عن سبب هذه المقاطعة، علما ان السفير السعودي بادر فور عودته الى بيروت بزيارة المجلس الشيعي ضمن زيارات المراجع الدينية اللبنانية وهو التقى نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب.

وعن هذه المقاطعة تعتبر مصادر سياسية “لصوت بيروت انترناشونال” بأن المشكلة هي ان القيادة الدينية الشيعية بدلا من ان تتعامل على قاعدة الفصل بين الموقف السياسي والموقف الديني الروحي، اصبحت هناك قيادة واحدة سياسية روحية لا تقيم اي فصل بين الواقع السياسي والواقع الروحي، وهذا الامر يعتبر بحد ذاته ازمة كبرى.

وتشير المصادر ان عدم تلبية دعوة السفير السعودي هي بحد ذاتها موقفا سياسيا، علما ان للمرجعيات الروحية دورا وطنيا مختلفا عن دور المرجعيات السياسية وهو ديني ما فوق الدور السياسي، ولكن وبحسب المصادر فأنه عندما يسقط هذا الدور ويصبح الدور السياسي والديني واحدا تكون الطائفة تعاني من مشكلة كبيرة، حيث يصيح هناك اختزال لموقفها من قبل مرجعية واحدة هي “حزب الله” مما يعني ان المقاطعة هي من قبل الحزب، لا سيما ان كان هناك ممثل لرئيس مجلس النواب نبيه بري وهو وزير الزراعة عباس الحاج حسن حاضرا في لقاء السفارة السعودية منذ فترة قليلة.

وتسأل المصادر هل ان مشاركة ممثل بري في لقاء السفارة السعودية لاقت اعتراضا كبيرا وعتبا شديدا من قبل الحزب ولذلك ولعدم تكرار هذه المسألة تمت المقاطعة؟

وتعتبر المصادر ان غياب المرجع الديني الشيعي عن هذه الدعوة لديها تفسير واحد وهو القول للمملكة العربية السعودية نحن نرفض الحوار معكم ودعوتكم، وهذا امر مؤسف.

وتكرر المصادر قولها بأنه من المعروف لدى الجميع بأن المرجعيات الروحية هي مرجعيات وطنية استيعابية ومن مهامها الاساسية ان تبحث عن مساحات التواصل والجمع بين ابناء الشعب اللبناني، ولكن يبدو ان هذا الامر اصبح في وجود حزب مثل “حزب الله” غير موجود لدى الطائفة الشيعية الذي اصبح القرار الديني والسياسي بيده خصوصا بالنسبة الى دول الخليج وتحديدا المملكة العربية السعودية، بحيث اصبح همه الوحيد والاساسي هو تخريب علاقات لبنان مع اشقائه العرب والسعي لاخراجه من محوره الطبيعي لجره الى محور اخر لا يشبهه وهو المحور الفارسي.

وعما اذا كان هذا التصرف من قبل المراجع الروحية الشيعية سيكون له تأثير على دعم الصندوق السعودي- الفرنسي للطائفة الشيعية، تؤكد المصادر الى انه وعبر السنوات لم نشهد ولن يكون هناك اي تمييّز بين اللبنانيين لا من قبل فرنسا او المملكة العربية السعودية تحديدا وهما لم يتعاملا مع الشعب اللبناني من باب الطائفة او المذهب اوالانتماء.

وتلفت المصادر الى ان اهمية المساعدات التي سيتم تقديمها الى المواطنين انها لن تكون من خلال مؤسسات الدولة الفاسدة، بل ستتم عبر الجمعيات الموثوق بها، بحيث سيستفيد منها اي مواطن بحاجة للمساعدة.

وتختم المصادر بالجزم:” من الطبيعي انه لن يكون هناك علاقة بين الموقف الرسمي الشيعي ووضع المواطن الشيعي، فهو كما كل المواطنين اللبنانيين يشعرون ويلمسون ويعيشون الكوارث ذاتها لذلك لن يكون هناك اي تمييز على هذا المستوى”.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال