الخميس 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 16 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزب الله يرسم حدود بعبدا... ومعلم "التلحيم" يقوم بالترسيم

يضيق هامش المناورة لدى رئيس الجمهورية ميشال عون أكثر فأكثر، كلما اشتد الضغط الأميركي. وبعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية سارعت بعض الدوائر اللبنانية لتهيئة الأجواء لبدء المفاوضات مع الأميركيين والإسرائيليين لترسيم الحدود.

انطلقت الفكرة من قناعة تقول إن مجرد الإعلان عن نية البدء بالترسيم، يخف الضغط ويستطيع لبنان التنفس. وقد يحصل على مساعدات مالية.

وكانت المحاولة تتركز على سحب ملف التفاوض من الرئيس نبيه برّي ليتسلمه رئيس الجمهورية ميشال عون. رُفض المسعى،طبعاً بأمر من حزب الله الذي عند كل مناسبة يضع صلاحيات رئاسة الجمهورية في مهب الريح، اما عون الذي يتباكى على اطلال الصلاحيات لم يحرك ساكناً لأن الامر يتعلق بحزب الله، ولكن عندما تتضار الصلاحيات بالمحاصصة يعلو صوت بعبدا وتعود اسطوانة “يحاولون تهميش دور الرئيس”.

وتأتي الخطوة الإسرائيلية لتضاعف الضغط على لبنان، وتزرع الشقاق بين الحليفين اللذين اتفقا على هذا الملف، وسلّم الجميع بأنه في يد برّي. اليوم يريد عون تسلّم الملف. وهذا سيترك ندوباً في العلاقة بين الطرفين.

وستستمر محاولات إخفاء الخلافات القابلة للانفجار بينهما. وعدم تحقيق أي تقدم على هذا الصعيد، يضيق هوامش المناورة، الأمر الذي يدفع عون وباسيل إلى مزيد من المواقف المتمايزة عن حزب الله، لأنهما يريان أن مستقبلهما مع الأميركيين. فوجههما وقلبهما وعقلهما هناك، وكذلك وجدان بيئتهما وجمهورهما.

حزب الله ومن خلال ملف الترسيم، يثبت انه لا يريد لبنان الدولة، بل الدويلة الخاصة به والتي تلبي مصالح ايران، ومصلحة ايران هي الفوضى الدائمة في لبنان كي تستطيع عبر حزب الله التغلغل اكثر فأكثر في الداخل اللبناني والسيطرة على كافة مفاصل الدولة.

مرة جديدة يحتل الحزب صلاحيات رئاسة الجمهورية ويسيطر على قراراتها، ويتصرف كما يحلو له، في الحرب يذهب بلبنان وشعبه نحو الخراب من دون استئذان احد، وفي السلم والمفاوضات، يقرر الحزب عن رئاسة الجمهورية متى تفاوض ومتى لا، وكأن لا يوجد سيادة ولا دولة ولا قانون ولا دستور، مع ان الدستور واضح، ويقول في المادة 52 منه، “يتولى رئيس الجمهورية المفاوضات في عقد المعاهدات الدولية وابرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة، ولا تصبح مبرمة إلا بعد موافقة مجلس الوزراء”.

أين رئيس الجمهورية من هذه المفاوضات التي تتحكم بها ميليشيا حزب الله عن طريق نبيه بري، واين مصلحة لبنان بحكم الميليشيات التي اوصلت لبنان إلى انهيار اقتصادي لم يشهده منذ تكوينه، واين لبنان من اجرام هذه الميليشيات التي تقف وراء انفجار المرفأ وقتل الشعب اللبناني، اين الرئاسة من رئاسة الجمهورية، واين التباكي على حافة الصلاحيات؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال