الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزب الله "يقضم" صلاحيات رئيس الحكومة

في البيان المشترك الذي صدر عن ثنائي حزب الله حركة أمل عن معاودة جلسات مجلس الوزراء، ورد حرفياً: “نعلن الموافقة على حضور جلسات مجلس الوزراء المخصصة لإقرار الموازنة العامة للدولة ومناقشة خطة التعافي الاقتصادي وكل ما يرتبط بتحسين الوضع المعيشي والحياتي للبنانيين”.

يعني أن ثنائي حزب الله حركة أمل حدَّد “جدول أعمال الجلسات “ب” قرار الموازنة العامة ومناقشة خطة التعافي الاقتصادي وكل ما يرتبط بتحسين الوضع المعيشي والحياتي للبنانيين”.

هذا القفز فوق الصلاحيات ليس سوى إمعان في وضع اليد على مجلس الوزراء، علمًا ان وضع جدول أعمال مجلس الوزراء منوط حصرًا برئيس الحكومة وفق المادة 64، البند 6 من الدستور والتي تقول:

يضع جدول أعمال مجلس الوزراء … “، فحين يحدد ثنائي حزب الله حركة أمل ما يجب على مجلس الوزراء ان يطرحه، فإنه يكون بذلك قد انتزع إحدى صلاحيات رئيس الحكومة.

هنا يُطرَح السؤال: لماذا يسمح ثنائي حزب الله أمل لنفسه ما يمنعه على غيره؟

على سبيل المثال لا الحصر، في مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، والذي صدر عن رئيس الجمهورية، ورد في المادة الثانية منه تحديد جدول أعمال الدورة، فانتفض رئيس مجلس النواب معتبرًا ان وضع جدول اعمال الجلسة هو من صلاحيات مجلس النواب، وأطلق شعاره الشهير: “المجلس سيد نفسه”.

لماذا لم يقتبس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شعار رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويقول: “مجلس الوزراء سيد نفسه، وأنا مَن أضع له جدول الأعمال؟”.

بكل بساطة، إنها مسألة فائض القوة، فما يتيحه حزب الله لنفسه، يمنعه على الآخرين، وإذا مرت هذه السابقة يكون ثنائي حزب الله أمل قد فرض أن يكون شريكًا في وضع جدول أعمال مجلس الوزراء، علمًا ان هذه الصلاحية غير متاحة حتى لرئيس الجمهورية الذي يحق له طرح أي بند ولكن من خارج جدول الأعمال، وعليه، فما هو غير متاح لرئيس الجمهورية، كيف يكون متاحًا لثنائي حزب الله امل؟

إن ما يقوم به ثنائي حزب الله أمل ينطلق من ثقافة القضم على قاعدة: “ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم”. ولكن إلى متى سيدوم فائض القوة؟”.