الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حكي رئاسي "ما عليه جمرك"

حين يتحدَّث رئيس جمهورية، اي رئيس جمهورية، يُفتَرض ان يكون لحديثه وقْعٌ أو تاثير على الرأي العام وعلى المسار السياسي لبلدِه، اما حين يصبح الكلام من باب التكرار ولا يعود احدٌ يهتم به، تُطلَق عليه صفة “حكي ما عليه جمرك”.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قال لمحطة الجزيرة:” ” سأغادر قصر بعبدا عند انتهاء ولايتي ولكن إذا قرر مجلس النواب بقائي فسأبقى .”

يعرف رئيس الجمهورية ان هذا الكلام يستدعي تعديلا للدستور يتيح له ان “يبقى”، لكنه يعرف ان معظم الكتل النيابية، باستثناء ” تكتل لبنان القوي”، الذي هو تكتله، وكتلة نواب حزب الله، يرفضون هذا الطرح و”ينتظرون الساعة”، كما يُقال، لتنتهي ولايته ويغادر قصر بعبدا.

إذا كان الرئيس يعرف ذلك، فلماذا قال هذا الكلام؟ هل لأن “الحكي ما عليه جمرك”؟ هل يريد أن يفتح

“بازارًا رئاسيًا” مع الرئيس نبيه بري، الذي يحتفظ بمفتاح المجلس وبالدعوة إلى الجلسات؟

إحدى خيبات عهد الرئيس عون، انه لم يستطِع التفاهم مع رئيس مجلس النواب، كان يعوِّل على هذا التفاهم كثيرًا لتعبيد الطريق امام “وريثه السياسي”، الوزير جبران باسيل، لوصوله إلى رئاسة الجمهورية، لكن رئيس المجلس كان يرفض وصول العماد عون إلى بعبدا، فكيف يقبل بوصول باسيل؟ وشهيرٌ تعليق الرئيس بري على عدم انتخابه العماد عون حين قال يومها: لا اريد ان انتخب رئيسين: عون وباسيل.

“الحكي اللي ما عليه جمرك”، سبق ان قاله الرئيس عون إلى صحيفة محليَّة،منذ اسبوعين تقريبًا، وايضًا عن ملف الانتخابات الرئاسية، والمواصفات التي يشترط ان يتمتع بها الرئيس المقبل، علمًا ان كلامه لا يُصنَّف إلا في خانة”الهرطقة”، فليس لرئيس الجمهورية ان يحدد مواصفات مَن يخلفه، فهذه وظيفة الدستور اللبناني، فهلَّ نصَّب نفسه مكان الدستور؟

يبدو رئيس الجمهورية كأنه يعزف”solo”، لكن العزف المنفرِد له اصول وإلا يتحوّل عزفًا نشاذًا.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا قرر الرئيس عون نقل البندقية من كتف حزب الله إلى كتف الرئيس بري؟ حزب الله ، عام 2016، كان وضع فيتو على جميع المرشحين باستثناء عون، ما اتاح له الوصول إلى قصر بعبدا، فلماذا يضع الكرة اليوم عند الرئيس بري، وهو يعرف ان رئيس مجلس النواب يرفض التمديد؟

الرئيس يناور خصوصًا إذا كان “الحكي ما عليه جمرك”.