الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حيثما يحط عون... تكون مصلحة انتخابية

في أي سياق، وفي اي خانة، يمكن وضع زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى دار الفتوى؟

العالمون بأداء العماد عون ومساره يجزمون بأن السياق هو انتخابي بامتياز، ومن باب “تبسيط الأمور واستسهال التفسيرات” وضعُها في خانة “التعاطف مع الواقع السني”.

مصادر مطلعة وخبيرة تذكِّر بأداء العماد عون قبل ان يصبح رئيسًا للجمهورية، وصولًا إلى اليوم، فتُعدِّد جملة من الوقائع المرتبطة بهذا الاداء الذي يمكن وصفه بأنه “استراتيجية الزيارات”، فنقول:

“العماد ميشال عون حين كانت له مصلحة انتخابية رئاسية، زار عين التينة وبيت الوسط ومعراب،”فمن أجل الرئاسة تهون كل الزيارات”، فبين الرابية ( مقر العماد عون قبل وصوله إلى قصر بعبدا) وعين التينة، مجلدات من الملفات بالاتهامات المتبادلة، وبين الرابية ومعراب “جبال” من الحروب، وبين الرابية وبيت الوسط سجالات وإسقاط حكومات و “one way ticket”، ولكن من أجل الرئاسة، يمحو العماد عون ذاكرته، أو على الأقل “يتجاهلها” إلى حين الوصول إلى هدفه، على قاعدة “التمسكن للتمكن”.

في هذا السياق يمكن وضع زيارة الرئيس عون لدار الفتوى، على أنها محاولة لاستجداء أصوات السنّة في صناديق الاقتراع، لمصلحة لوائح التيارالوطني الحر، في الدوائر التي لهذه الأصوات تأثير فاعل.

لكنّ تاريخًا من الخصومة السوداء لا “تبيِّضها” زيارة “تودد” لدار الفتوى.

من هذه الزاوية، يمكن اعتبار ان زيارة الرئيس عون لدار الفتوى هي بمثابة “ضربة سيفٍ في الماء”، لا تأثير لها ولا مفعول، فمحاولة استمالة الشارع السني، لا تكون بهذه الطريقة بل بمراجعة نقدية لسوء أداء التيار العوني في حق الطائفة السنية، ليس على مستوى لبنان فحسب، بل على مستوى الدول العربية والخليجية تحديدًا، فالذاكرتان اللبنانية والعربية زاخرتان بكل انواع الهجومات من العماد عون بحق “سنَّة لبنان ودول الخليج”، وعليه فإن زيارة “تودد” لا يمكن أن تمحو من الذاكرة كل هذا الماضي السيئ والحاضر الاسوأ.

إن معطيات جديدة دخلت على خط المكونات السياسية والدينية في لبنان، ولم يعد من السهولة والبساطة التعاطي مع الأوضاع وكأن شيئًا لم يكن، إن مرحلةً جديدة بدأت على مستوى الشارع السني والوطني، ولم يعد بالإمكان تجاهله والقفز فوقه، وبالتأكيد ليس هذا النوع من الزيارات ما يُرمَّم العلاقات.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال