الأثنين 19 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

خارطة طريق ماكرون... ملغومة!

دوى انفجار المرفأ الذي وصل صداه الى دول العالم، التي سارعت للتضامن وارسال المساعدات للبلد المنكوب، قبل توجه بعض الرؤساء إلى العاصمة بيروت لمعاينة الكارثة عن قرب… وكان أولهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي دعا من بيروت إلى تغيير سياسي قائلاً “هذا الانفجار يجب أن يكون بداية لعهد جديد” مؤكدا ضمان فرنسا ألا تذهب المساعدات إلى “أيادي الفساد”.

غادر ماكرون لبنان ضارباً موعداً جديداً له بزيارة حددت في ايلول، وقبل وصوله يوم الاثنين القادم وصلت خارطة الطريق التي وضعها للساسة اللبنانيين حيث تتناول كما يتدوال “إصلاحات سياسية واقتصادية ضرورية من أجل السماح بتدفق المساعدات الأجنبية وإنقاذ البلد من أزمات عديدة منها الانهيار الاقتصادي”.

خارطة طريق ماكرون لن توصل الى الهدف الذي ينشده اللبنانيون، فهو حدد “القشور” ونسي او تناسى “لبّ” المشكلة، حيث ركّز على الاصلاحات التي اعتبرها ضرورية كالتدقيق في حسابات البنك المركزي وتشكيل حكومة مؤقتة قادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في غضون عام… في حين ان الشعب اللبناني يريد القضاء على منظومة الفساد التي حكمت البلاد لسنوات، ونهبت خيراته واوصلته الى الافلاس.

عن اي حكومة يتحدث ماكرون اذا كان من سيشكلها رؤوس الفساد؟! منظومة حاكمة همها الاول والاخير جني الثروات، دمّرت البلد اقتصادياً ومالياً واجتماعياً، حتى اصبح لبنان اليوم في قعر الهاوية، المجاعة طرقت بيوت اللبنانيين بسببهم لا بل دخلتها من اوسع الابواب، سعر صرف الدولار وصل الى ارقام خياليه ومعه اسعار السلع والخدمات، وماكرون يريد ممن اوصلوا لبنان الى كل ذلك ان يشكلوا حكومة بتغيير وجوه وزرائها.

ثانياً أين خارطة طريق ماكرون من سلاح “حزب الله”، اللغم الاساسي الذي يعطل قيامة لبنان، والذي يحمي منظومة الفساد والفاسدين، والمسبب الاساسي للانهيار الاقتصادي الذي يقف خلف عزلة لبنان العربية والدولية، والعقوبات التي اوجعت وستوجع لبنان واللبنانيين.

اخطأ ماكرون حين اعتبر ان الأولوية ينبغي أن “تكون بتشكيل حكومة سريعا لتفادي فراغ في السلطة والذي من شأنه أن يغرق لبنان أكثر في الأزمة التي يعاني منها”… فاللبنانيون يفضلون الانتظار للوصول الى تغيير سياسي جذري لا ان يقعوا في فخ حكومات السلطة التي لن تغيّر شيئاً، بل ستكون استمراراً لنهج دمّر لبنان.

كل ما تطرق له ماكرون في ورقته لا يسمن ولا يغني من جوع، سواء “الاصلاحات السياسية والاقتصادية وانتخابات برلمانية تشريعية، او إحراز تقدم في محادثات صندوق النقد الدولي، وإشراف الأمم المتحدة على أموال المساعدات الإنسانية الدولية التي تم التعهد بتقديمها للبنان في الأسابيع الأخيرة او إجراء تدقيق فوري وكامل في الماليات العامة وإصلاح قطاع الكهرباء”… كل ذلك لن ينقذ لبنان قبل القضاء على منظومة الفساد ونزع السلاح غير الشرعي اصل البلاء.