الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رفيق الحريري رجل اكبر من بلده

في ذكرى استشهاد رجل عظيم كبير من بلادي تعجز الكلمات على التعبير عن مكانة هذا العملاق، هذه الهامة التي كان يعول عليها لبنان وشعبه، رفيق الحريري الرجل الاستثنائي في بلد استثنائي مالئ الدنيا وشاغل الناس، كان الامان والامل والحاضر والمستقبل كان كل شيء فهو حقا كان مجموعة اشخاص برجل واحد احب بلده حتى الاستشهاد.

رفيق الحريري احب الله فاحبه الناس اجمعين، فهو الاب والاخ والصديق وحقا كان الرفيق لكل من عرفه او لم يعرفه، هو من قال “ما حدن اكبر من بلدو” ولكن بعد استشهاده تأكدنا انه كان هو اكبر من لبنان ، كان الملك بين الملوك والرئيس بين الرؤساء والزعيم بين الزعماء ، كان يحمل هم لبنان ويجول من عاصمة الى اخرى ومن محفل دولي الى اخر دون ملل او كلل او حتى تعب، يصل نهاره بليله لكي يعيد بلده على خارطة الدول الكبرى، كان معجبا بمهاتير محمد كما بالشيخ محمد بن راشد ال مكتوم وبكل من كان يبني ويصنع المستقبل، فهو الذي سخر علاقاته وثروته وحياته من اجل لبنان هو من علم ومن عمّر، نعم رفيق الحريري باغتياله اغتيل الوطن فهو غادر الى دار الاخرة شهيدا، وها هو الشعب اللبناني قادوه الى قاع جهنم مظلوما.

14 شباط 2005 ليس وحده يوما للذكرى، فكل يوم هو يوم ذكراك وفي كل طريق نمشي عليها هناك بصماتك، وفي كل خدمة اساسية بتنا نخسرها نتذكر رفيق الحريري كما في كل صرح استشفائي تعليمي ثقافي خدماتي هناك رفيق الحريري، هذا الرجل الذي لم يكن يعرف لليأس مكانا في قاموسه لأنه كان يعتبر أن مع كل شروق يوم جديد هناك امل جديد.

نعم قتلوك ليقتلوا الامل والمستقبل وكل شيء جميل، لم ولن انسى كيف كان وجهك متجهم مساء الاحد في 13 شباط اي ليلة اغتيالك في قريطم، وكيف جلست لوحدك مع ربك لأكثر من ساعة من الوقت في مكتبك بانتظار وصول رفيقك بالشهادة باسل فليحان آتيا من زيارة خارجية، كيف ننسى ولن ننسى التهديدات التي وجهت اليك قبل ايام من اغتيالك.

دولة الرئيس، لن ننسى خوفك في الطائرة وفي كل مرة وبطريقك الى بيروت من افشال كل النجاحات التي تكون حصدتها من اجل لبنان مِن مَن كانوا يخافوك لأنك فعلا كنت اكبر من بلدك.

دولة الرئيس، لبنان ليس بخير وبيروت حبيبتك المظلومة والمظلمة تأن كما الشعب من الالم، ماذا نقول لك عن احوالنا من بعد اغتيالك، هل نخبرك بأن شبابنا الذي كنت تضع الآمال عليه بات اليوم يحمل حقائبه ليبحث عن بلدا بديلا امنا، هل نخبرك عن جهنم التي احرقتنا واحرقت البلد، او عن طائفتك المهمشة او عن عزلة الدولية التي نعيشها، او عن اوضاعنا الحياتية والاجتماعية والاقتصادية وانتقالنا من الرفاه الى الجوع ومن الامن والاستقرار الى الفوضى والخراب.

عذرا دولة الرئيس لائحة المعاناة تطول وتطول ، والشكر لله انك اغمضت عينيك شهيدا قبل ان ترى تدمير كل ما عملت على اعماره، ولنا من بعد استشهادك الله لينظر الى احوالنا وينشلنا من نار جهنم مسؤولينا.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال