الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

سقوط آخر حجارة المنظومة... القضاء

في خضم معارك الحرب العالمية الثانية ، اشتكى الانكليز من أحوال البلد وكيف أن الخراب عم كل بريطانيا وكيف أن الاقتصاد يتراجع و الرشوة تطاول الجميع .

بادر تشرشل وسأل أركانه : هل القضاء بخير ؟ ولا يعتريه الفساد والرشوة ؟
فاجابوه : نعم بخير.

فقال لهم : ” اذن لا تقلقوا على بريطانيا فهي بخير.” .

في لبنان ، يجب ان تقلقوا لأن القضاء ليس بخير، فما جرى بين قرار مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات وبين ردة فعل النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون ، يؤكد بما لا يقبل الشك أن القضاء أصبح مرتعًا للسياسيين وان استقلالية القضاء ” مزحة سمجة”
في هذا الإطار تكشف معلومات خاصة بـ ” صوت بيروت انترناشونال ” أن القاضية غادة عون ، واثناء دهمها لمكاتب مكتَّف للصيرفة ، تلقت اتصالًا من قصر بعبدا لحثها على مواصلة عملها ، على رغم ان قرار مدعي عام التمييز واضح لجهة كفِّ يدها عن الملفات المالية ، فاعتبرت الاتصال بمثابة ضوء اخضر لاستكمال عملية الدعم .

كما تكشف المعلومات ل “صوت بيروت انترنشونال” أن اتصالًا من قصر بعبدا بأحد قادة الأجهزة الأمنية ، يطلب فيه تأمين مؤازرة أمنية للقاضية عون ، لكن قائد الجهاز رفض التجاوب مع الطلب لأنه يخالف قرار مدعي عام التمييز ويعرِّضه للملاحقة القضائية وقد تصل العقوبة إلى السجن .

هكذا لا يمكن فصل السياسة عن القضاء .

ففي خلفية استهداف شركة مكتَّف للصيرفة أن صاحبها ميشال مكتف هو ناشر صحيفة ” نداء الوطن ” المعارِضة بشراسة للعهد ، هذه الناحية لا يجوز إغفالها لأنها رسالة إلى المعارضين مفادها أن المعارضة لا تمر من دون حساب .
كما لا يجدر إغفال أن ميشال مكتف كان احد المرشحين للإنتخابات النيابية عن دائرة المتن الشمالي عام 2018 في مواجهة لائحة التيار الوطني الحر .

وتأتي هذه ” الفوضى غير المنظمة ” في تداخل القضاء بالسياسة في وقت تُطرَح امام القضاء ملفات هائلة ابرزها انفجار المرفأ ونتائج التدقيق الجنائي ( إذا سلك طريقه ) ، هذه الملفات إلى أي قضاء ستُحال ؟ إلى قضاء يتمرد على بعضه البعض .

بصراحة لا يُعرَف من اين يبدأ الإصلاح في لبنان، فالمنظومة كلها فشلت وسقطت ، ولا حل إلا بإعادة بناء كل شيء من جديد . وفي الإنتظار،مسكينٌ هذا الشعب ! كم سيتحمَّل بعد ؟

فالمنظومة السياسية سقطت ، والمنظومة القضائية سقطت ، والفاسدون يسرحون ويمرحون لأن لا معاقبة لهم .