الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

سقوط التفاوض بين عين التينة والبياضة

إثر تعثر “محادثات البيَّاضة” (حيث منزل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل)، بينه وبين الخليلين، النائب علي حسن خليل، عن حركة امل، والحاج حسين خليل، عن حزب الله، بدأت اوساط باسيل تُحمِّل أسباب التعثر إلى المعاون السياسي للرئيس بري، علي حسن خليل، في محاولة للإيحاء بأن باسيل متفاهِم مع المعاون السياسي للامين العام لحزب الله لكن مشكلته مع حركة “امل”.

هل هذا الإنطباع في محله؟

أوساط مطَّلعة على مواقف الاطراف الثلاثة ( التيا ، حزب الله، امل )، تقول لـ”صوت بيروت انترناشونال”، ان وساطة الرئيس بري سقطت بدليل ان أحد اطراف المفاوضات هاجم طرفًا آخر فيها، لا بل انهما تبادلا القصف الإعلامي عبر الشاشات والتغريدات، ( باسيل ينتقد دور مجلس النواب، فترد محطة NBN الناطقة بإسم حركة امل، بهجومٍ لاذع على باسيل، لم توفِّر فيه رئيس الجمهورية.

الحصيلة الاولى لهذه المناوشات، سقوط مبادرة الرئيس بري إذ لا يعقُل ان يكون ” الخَصْم والحكَم ” في آن.

وساطة بري جاءت بتفويض من امين عام حزب الله الذي اقترح “الاستعانة بصديق” لتسهيل عملية التأليف ( والمقصود بالصديق الرئيس بري)، لكن، وبعدما أسقط باسيل دور “الصديق” فإن المفاوضات لم تعد قائمة إذ لا يُعقَل ان يتفاوض التيار والحزب لأن كليهما طرفٌ واحد.

وهكذا، مع سقوط آخر طرف بإمكانه القيام بوساطة، بعد إسقاط وساطة البطريرك الراعي، تكون كل الخطوط قد تقطعت بين عين التينة والبياضة، وبين باسيل وعلي حسن خليل، إذ من الطبيعي ان يكون الرئيس بري مع مساعده وليس مع باسيل.

كل هذه العراقيل والتعقيدات ماذا تعني؟

تعني ان تشكيل الحكومة عاد إلى المربع الأول، وهو في الاساس لم يغادره طويلًا.

وتعني ثانيًا ان لا حكومة جديدة في المدى المنظور.

فالثقة لم تعد موجودة بين مكونات الحكومة الجديدة، إذا وُلِدت:

فلا هي موجودة بين الرئيس المكلف والرئيس التيار الوطني الحر.

ولا هي موجودة بين الرئيس بري ورئيس التيار الوطني الحر.

ولا هي موجودة بين وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر.

ولا هي موجودة بين رئيس تيار المردة ورئيس التيار الوطني الحر.

وجميع مَن هُم على خلاف مع باسيل، هُم على خلاف مع رئيس الجمهورية .

هكذا ، الحكومة إذا وُلِدَت، فإنها ستولَد وأكياس الرمل مرفوعة بين وزرائها.