السبت 25 شوال 1445 ﻫ - 4 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

سلاح حزب الله... Delivery فتنة لكافة المناطق

انطلقت شرارة الحرب اللبنانية سنة 1975 ودامت خمس عشرة عاماً، من الإقتتال الداخلي في ظلّ تدخّلات خارجية. ولعلّ هذه التدخّلات هي من أشعل فتيل الحرب بين اللبنانيين وأنهكت الدولة التي تصدّعت قوامها، وعلى أشلائها قامت الميليشيات. هذه الدولة العاجزة دفعت شعبها إلى التسلّح لحماية وجوده. سارعت الميليشيات اللبنانية، على كافة انتماءاتها الطائفيّة، لحماية شعبها الذي فقد أمله بالدولة العاجزة.

وقد كان للتسلّح أثرٌ في ازدياد الهوّة الفاصلة بين اللبنانيين الذين آمنوا بعباءة الأحزاب التي حلّت مكان الدولة والجيش المنقسم…

في خضمّ تلك الظروف، نشأ حزب االله سنة 1982 وكان هدفه مضايقة الإحتلال الإسرائيلي.

بعد سنين من الحرب الدامية، أبصر اتّفاق الطائف النور. اجتمعت الأطراف المتنازعة في لبنان، وذلك بوساطة سعودية في 30 أيلول 1989 في مدينة الطائف وتم إقرار القانون في 22 تشرين الأول. وقد كان البطريرك صفير وسمير جعجع هما من أبرز داعمي هذا الإتّفاق. وقد اختار، قائد أكبر ميليشيا مسيحية وهي القوات اللبنانية، أن يتخلّى طوعاً عن سلاحه، إيماناً منه بقيام دولةٍ قويّة يحميها جيشٌ قويّ يضمن وحدة الشعب اللبناني. بيد أن حزب الله احتفظ بسلاحه وظلّ متمسكاً به، كونه يعتقد بأنه وحده القادر على تحرير الجنوب.

وبعد مرور السنين انسحبت إسرائيل من الجنوب اللبناني سنة 2000، ولكن عوض تسليم سلاحه للجيش، حافظ الحزب على سلاحه واستأثر بمفاصل الدولة. لكنّ المعادلات تغيّرت بعد خروج الجيش السوري من لبنان سنة 2005، وهو من كان المسؤول عن حماية سلاح الحزب الخارج عن طاعة الدولة. السلاح غير الشرعي كان كفيلاً بحماية هذا الحزب الذي رفض الإنصياع لأوامر الدولة وكأنّ يحقّ له ما لا يحقّ لغيره. فشهد لبنان منذ سنة 2005 حتى سنة 2020، إغتيالات سياسيّة، فساد مالي، تهريب عبر المعابر غير الشرعية، أزمات إقتصادية متلاحقة أرهقت كاهل المواطنين، وصولاً إلى تفجير مرفأ بيروت…

وجرت هذه الأحداث المأساوية، أمام أعين سلطة عاجزة خاضعة لسيطرة حزبٍ يرفض الإنصياع إلى أوامرها ويقوم بترهيب مواطنيها وتخوينهم في حال معارضته…

ماذا بعد؟ ألم يحن الوقت بعد لتسليم سلاح حزب الله للجيش اللبناني وقيام دولة قويّة تحمي مواطنيها وتقوم بالإصلاحات المرجوّة؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال