الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

صوت لقمان سليم أقوى من كواتمهم التي صنعت في ايران

صراع طويل عرفه التاريخ البشري بين الكلمة والسيف ساده الدم والموت، صراع بين الحق والباطل كان الأقوياء فيه هم أصحاب الكلمة والعاجزون هم أصحاب السيف، فعندما يعجز الباطل عن مقارعة الكلمة يحمل السيف لإستئصالها ومحوها.

واليوم، اصبح الصراع بين الكلمة وكاتم الصوت، ظناً منهم ان بكواتمهم التي صنعت في ايران يستطيعون اسكات الكلمة، الكلمة اللبنانية التي صنعت في هذا الوطن وتهتف لبيك يا لبنان لا نصرالله.

الكلمة اليوم للشهيد لقمان سليم، كلماته التي كانت تدوي في سماء لبنان ارادوا خنقها اليوم، فكان عقابهم له شديدا جدا لأنه زعزع منظومتهم الميليشياوية واربك أفكارهم بحيث فعلوا بجسمه كل ما لا يتصوره العقل، وتفننوا بإطلاق النار من اجل استعباد روحه وقلبه وفكره، ومن اجل ان يسحقوا كلمته تحت أقدامهم.

نعم الرصاصة تملك القوة لقتل الأجساد وتفجير الرؤوس لكنها تبقى يائسة ومضمحلة أمام ارتقاء الروح وحياة العقل وخلود العلم والحق.

ويوم يحمل المصلحون كلماتهم لإنارة العقل البشري وإبادة ظلمات الجهل المتراكمة فوق العقول الخامدة يرتجف الطغاة اصحاب السلاح غير الشرعي رعبا من جحافل العلم والنور لذلك لا يتوانون في استعمال أي سلاح للفتك بأصحاب الكلمة.

ستبقى الكلمات التي خرجت من فم لقمان اقوى من رصاصة التي انطلقت من مسدسات اشرف الناس وبنادقهم وترسانتهم الصاروخية.

لماذا قتلوا لقمان سليم؟ إنه السؤال الذي لا يُسأل، إنه سؤال اليوم، كما كان قبل، عند كل عملية اغتيال طاولت الاحرار في لبنان، والإجابة ما زالت نفسها لم تتغير.

لقمان لم يطلق النار على احد، لم يفجر عبوة ناسفة ولم يشارك في السيطرة على قرار الحرب والسلم، ولم يهرب المازوت إلى سوريا، ولم يتاجر بحبوب الكبتاغون، لم يقتل هاسم السلمان، كان يكتب، فهل إلى هذه الدرجة أخاف قلم وفكر لقمان قوى الامر الواقع؟.

عندما لا تستسلم ولا تتراجع، ينتهي مصيرك بطلقة من كاتم صوت، ليعلو صوتك في الجبال والوديان والتلال والأرياف والمدن.

نعم رحل الشهيد لقمان سليم حرا كما عاش حرا واحب الحرية وتغنى بها وكان مثل الطيور المهاجرة التي تبحث عن بلد ضائع لها تتنفس فيه الحرية،وإذا كانت الكلمة هي سلاحه من اجل حريته وحرية لبنان فانهم اغتالوا الوطن والحرية باغتياله.