هل تعود باريس ” مربط خيل ” مُشَكِّلي الحكومة ؟
وهل يمكن ” تسييل ” بعض المؤشرات وتحويلها إلى معطيات؟
هل تخلَّت فرنسا عن طرح ” حكومة المهمة ” من ثمانية عشر وزيرًا اختصاصيين مستقلين ؟
هل ” رضخت ” لطرح حكومةٍ من 24 وزيرًا ليس فيها ثلث معطِّل لأحد ؟
كل هذه التساؤلات مصدرها ” فرضية ” أن فرنسا يمكن ان تستضيف لقاءً بين الرئيس المكلَّف ورئيس التيار الوطني الحر ، في محاولةٍ جديدة لخرق جدار مأزق التشكيل . لكن انطلاقًا من هذه “الفرضية”،
هل تخاطر فرنسا بسمعتها بعدما خذلتها الطبقة السياسية منذ الرابع من آب الفائت ، وما زالت تخذلها ؟
جاء الرئيس إيمانويل ماكرون مرتين إلى لبنان ، في إحدى المرتين جمَع كلَّ المعنيين بتأليف الحكومة في قصر الصنوبر في بيروت ، واخذ منهم تعهدًا بتشكيل الحكومة ، واعدًا بمؤتمر لدعم لبنان عند تشكيل الحكومة وبزيارة ثالثة للبنان في منتصف كانون الاول الفائت.
خذلته الطبقة السياسية ، ووصل الأمر بوزير الخارجية الفرنسية أنْ خاطب أعضاء هذه الطبقة بأسلوب ” التوبيخ ” علَّهُم يفهمون لكن ” لا حياة لمَن تنادي ” .
السؤال هنا : لماذا تخاطر فرنسا مجددًا ؟ اليس هناك من ترجمة فرنسية للمثل القائل : ” مَن جرَّب المجرِّب كان عقله مخرَّبًا ” ؟
معلومات خاصة ب ” صوت بيروت انترناشونال ” من مراجع عملت على خط التقريب بين وجهات النظر ، لا تجزم بقرب لقاءات باريس،وتقول إن الأمور سابقة لأوانها وأن لا شيء نضج إلى الآن .
وتضيف المعلومات : ” العقدة الداخلية مازالت ممثَّلة بمطلب الثلث المعطِّل الذي يتمسَّك به رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر” . وابعد من هذا المطلب ، تقول المعلومات إن فريق رئيس الجمهورية يطرح في المجالس الضيقة رفضَ التعاون مع الرئيس المكلَّف وأنه يسعى إلى دفعه إلى الإعتذار لتسمية شخصية أخرى لتشكيل الحكومة .
وتتابع المعلومات : كيف يمكن للحكومة الجديدة أن تُقلِع في ظل انعدام الثقة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ؟
وتقول المعلومات : حتى ان الرئيس المكلَّف لا يملك ما يقدمه سوى الوعود غير المبنية على معطيات .
وتختم مصادر المعلومات : ” هل يُعقَل أن يعود الرئيس المكلَّف إلى السرايا فيما العقوبات الأميركية مازالت على رئيس التيار الوطني الحر ؟ ” … وللتذكير ، مفتاح العقوبات في واشنطن وليس في باريس.
واللبيب من الإشارة يفهم .