السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

في لبنان... بدعة تعطيل الدستور بالممارسة

يعتبر البعض كلام الرئيس المكلف هجوماً غير مسبوق على شخص رئيس الجمهورية، مع أن الرئيس المكلف هو وفريقه السياسي ونزولاً عند رغبة ميليشيات حزب الله، هو وهم من دعموا خيار ذلك المحور بإيصال عون لرئاسة الجمهورية.

و بما أن التواصل انقطع بين الرجلي ، والبرلمان الذي يهيمن عليه حزب الله وحلفاؤه، غطى التكليف الحالي في وجه رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه، فإن المشهد السياسي مختلف تماماً عن هذا الإشتباك المزعوم.

فكما أن عون أدمن على تعطيل الدستور بالممارسة كما قال الرئيس المكلف في خطابه أمام النواب، فإن الرئيس المكلف له عادة في التكويع والتنازلات التي خسر اللبنانيون بسببها الكثير، لاسيما المكون السني الذي يدعي تمثيله.

و الأمر جاء من طهران بإخراج هذه المسرحية الهزيلة، مفادها أن حزب الله يقف على الحياد، بينما بات نبيه بري وحركته المتماهية في تحالفها مع حزب الله، الداعم الرئيسي للرئيس المكلف في مهمته الصعبة وشبه المستحيلة في تشكيل أي حكومة.

لكن السؤال الأبرز، مالذي دفع إيران لإتخاذ هذا القرار بحق لبنان في هذا التوقيت؟ الجواب بدون أدنى شك مرتبط بما يجري من مفاوضات صعبة بين الغرب وطهران، فالحكومة في لبنان وتشكيلها مجرد ورقة تفاوضية يريد الإيرانيون منحها لبايدن في حال رفع العقوبات عنهم.

ولبنان الشعب والدولة لن يكون بمأمن عن التقلبات، و السنة من خلال الرئاسة المهمة التي هي من حصتهم باتوا في مهب رياح التجاذبات الدولية، فلا حكومة تلوح في الأفق ولا تسهيل لعملية التشكيل عما قريب.

والحل الحقيقي يكمن في خيارات الشارع اللبناني الذي من المفترض أن يتحرك بقوة في مواجهة هذا العبث السياسي الذي تمارسه طبقة الحكم بكافة أصنافها، لأن ذلك العبث المتزايد يهدد كيان لبنان كدولة.

وجديد المواقف التي يعلن عنها هنا وهناك، هو جديد لا يسمن و لايغني من جوع، فالأزمات في لبنان خانقة، و العملة الوطنية منهارة، و واقع الحال في ظل إستمرار التعطيل ولعبة الشد والجذب بين بعبدا و بيت الوسط محكومة بقرار الضاحية وساكنها في حارة حريك حسن نصر الله.

وإرتباط قضية التصريحات والتصريحات المضادة بمسألة وطنية من المفترض أن يتم الشروع بها منذ زمن، أجابت عليها مبادرة بكركي التي تحدث عنها الكاردينال الراعي الذي دعى إلى حياد لبنان ومؤتمر دولي بهذا الخصوص من الجيد أن يعقد و بأسرع وقت.

ومسألة أخرى لا تقل أهمية عن ذلك، لها علاقة مباشرة بدور القوى السياسية خارج السلطة الحاكمة، والتي يتوجب عليها أخذ الخيار اللازم بدعم الحراك الشعبي فقط، فهذا الحراك هو الوحيد القادر على إخراج لبنان من أزماته ولو على مراحل.