الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"قرداحي" يدفع جنبلاط إلى التبري من "حزب الله"!

اعتاد اللبنانيون لا بل العالم على أن لا موقف ثابت لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يلتف مع الريح بحسب مصالحه، وفي الأمس لم يغير عادته، فبعد أن صوّب سهامه قبل فترة قصيرة على دول عربية لم يسمها اتهمها بالتآمر على لبنان سارع واستدراك الأمر معتبراً ما صدر عنه هفوة، وفي الأمس استكمل الأمر بمحاولة اظهار وقوفه الى جانب الدول العربية من خلال تصويب سهامه على حليفه في الخفاء والعلن “حزب الله” حيث قال خلال حديث تلفزيوني أن المخرج الآني للأزمة اللبنانية “إقالة جورج قرداحي ثم الاعتذار من الخليج وليس العكس كما يريد البعض في محور الممانعة وليسمح لنا حزب الله الذي صبرت عليه كثيرا”، كما اعتبر جنبلاط أن “حزب الله خرب بيوت اللبنانيين في الخليج”.

لم ينس اللبنانيون ولا العرب بعد ما صرّح به جنبلاط، عقب لقائه رئيس مجلس النواب، نبيه بري، حيث قال “بعض الجهات الدولية، وربما العربية، تريد التصعيد في لبنان” وذلك بعد المواجهات المسلحة بين الثنائي الشيعي وشباب عين الرمانة، قبل أن يتراجع خلال مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الثلاثاء قائلاً “صدرت عني هفوة في تصريح صحفي حول اتهامي بعض الدول العربية بالمساهمة بالمؤامرة، يبدو أن ليس من دول عربية”.

جنبلاط الذي يحاول اظهار نفسه أنه عدو لـ”حزب الله” هو في الحقيقة احد اهم حلفائه، فهو من حاول ابعاد التهم عن الحزب بقضية مقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث تساءل حينها في حديث صحفي “لماذا فقط نركز على أن “حزب الله” هو المتورط؟ تقدّم الحزب بجملة من الفرضيات المقنعة حول امكانية تورط اسرائيل، فلماذا لا ننظر إلى هذا الموضوع”؟ كما عقد لقاءات عدة مع حسن نصر الله، عبّر بعدها عن سعادته بالتقارب بينهما.

تقارب جنبلاط مع الحزب ظهر جلياً من خلال الصفقة التي جاءت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، كما ساهم في اقرار قانون انتخابي منح “حزب الله” 74 نائباً في مجلس النواب، وبعد كل الانهيار الذي وصل اليه لبنان انقلب على العهد قائلا” لا أمل في عهد يُحيط نفسه بجدران الانتقام من الطائف والثأر من ١٤ آذار والحقد من المحكمة” وفي الأمس تساءل “أين موقف رئيس الجمهورية ميشال عون من الأزمة الدبلوماسية؟ لا أوافق على نظرية أن لبنان سُلّم لحزب الله”.

كما أنه عند قيام الثورة في لبنان ادعى جنبلاط انه من مؤيديها، لكن عندما استشعر خطرها، حاربها من خلال ارسال شبان لضرب الثوار وتكسير خيمهم.

بسبب تحالف جنبلاط مع “حزب الله” وسكوته كما غيره من السياسيين عما يرتكبه حسن نصر الله وصل لبنان إلى ما هو عليه اليوم من انهيار على مختلف الأصعدة، ومن أزمات ومقاطعة مع أشقائه العرب، من هنا الموقف الذي أطلقه جنبلاط ليس فقط متأخراً بل غير صادق كذلك، فهو ومن في السلطة منظومة واحدة ضد هذا الوطن ومصالحه، لا بل مواقف جنبلاط قابلة للتغيير في كل لحظة، فهو يركز على مصالحه أما المبادئ فلا يعرفها قاموسه.