الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

" كاتم الصوت " يُثبت أن الجريمة ليست فردية بل منظمة

في الثالث من هذا الشهر ، إلتأم المجلس الأعلى للدفاع ، وهو أعلى سلطة امنيَّة – سياسية في لبنان، واللافت في مداولاته في تلك الجلسة انه بحث ” المخاوف الأمنية ” .

ما لم يرِد في البيان ، تم توزيعه على شكلِ تسريبات وفيها ان هناك مخاوف حقيقية من عودة الإغتيالات ، جاءت هذه التسريبات غداة مقتل العقيد المتقاعد في الجمارك منير ابو رجيلي في منزله الجبلي في بلدة قرطبا .

على رغم مرور عشرين يومًا على هذه الجريمة لم يُكشَف اي خيط عن ظروف وقوعها ، وإنْ ربط البعض بين هذه الجريمة وبين انفجار المرفأ ، على اعتبار أن الضحية كان عقيدًا في الجمارك وربما يعرف شيئا عن الإنفجار ، إذا ما كان خدم في المرفأ، لكن الجريمة ازدادات غموضًا بعدما تبيَّن ان العقيد ابو رجيلي لم يخدم في المرفأ بل في المطار .

والمريب ايضًا انه منذ قرابة الأسبوع وُزِّع خبر انه تم اكتشاف القاتل وأنه من بلدة قرطبا وان دوافع الجريمة شخصية ، وما هي إلا ساعات حتى تم نفي الخبر جملةً وتفصيلًا وأن ليس صحيحًا انه تم توقيف القاتل .

هنا يُطرَح السؤال : مَن يقف وراء تسريب خبر كشف القاتل ؟ ما هي دوافعه ؟ هل يتعمَّد تضليل التحقيق ؟ ولأي أهداف ؟ لم يُجب احد عن هذه الاسئلة ، ما زاد القضية غموضًا فوق غموض .

الإثنين الفائت هزت بلدة الكحالة جريمة مروِّعة استهدفت العامل في شركة ” الفا ” للاتصالات والمصور الذي يعمل لحسابه الخاص ، جوزيف بجاني . الجريمة ، وكما يظهر في شريط الفيديو من كاميرا مثبتة عند مدخل منزل الجاني ، ارتكبها شخص محترف بمسدس كاتم للصوت ، اطلق منه ثلاث رصاصات : في الراس والقلب والبطن ، كانت كافية لوفاته ، الجاني كان يرافقه شخص آخر تولى فتح الباب الأمامي الى اليمين وأخذ الهاتف الخليوي للضحية ، وتواريا مشيًا قبل ان يُفتضح امر الجريمة.

عدة أسئلة تُطرح حول ظروف الجريمة :

اولا – المسدسات المزوَّدة كواتم للصوت لا يملكها أفراد بل أجهزة ومنظمات ومافيات ، ما يُبعِد فرضية ان الجريمة ارتُكِبَت لدواعٍ فردية او شخصية .

ثانيا – الجانيان تصرَّفا بارتياح ، إذ لم يظهر عليهما اي ارتباك ، وهذا ما يثبت فرضية انهما محترفان ، فمَن يملك في لبنان اليوم مجموعات محترفة في التضفيات بكواتم للصوت ؟

ثالثُا – هل من سبب لعدم تولي مديرية المخابرات في الجيش التحقيق ، علمًا ان الضحية كان يعمل في التصوير للجيش اللبناني كمتطوع حر ، وظهر في اكثر من مناسبة للجيش اللبناني يرتدي شعار المؤسسة العسكرية ، فلماذا ألقيت مسؤولية التحقيق على عاتق شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي ؟

رابعًا ، لماذا أخذ الجانيان الهاتف الخليوي للضحية ثم رمياه من دون ” الإفادة ” مما يحتويه ؟ هل هذا يعني انهما يعرفان كل شيء عن الضحية ولا حاجة لهما لداتا الإتصالات من ذاكرة الهاتف ؟

في المحصِّلة ، وقبل الغرق في التفاصيل ، ” الشاهد الملك ” في الجريمة هو المسدس الكاتم للصوت ، وما لم يتم اكتشاف هذا ” الشاهد ، فإن ملابسات كثيرة من الجريمة ستبقى غامضة ، في دولة عالقة بين “الكمامة ” و ” كاتم الصوت ” .