الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 ﻫ - 14 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كيف رد لبنان لـ السعودية الجميل خلال السنوات الماضية؟

 

لم تبخل المملكة العربية السعودية في يوم من الأيام على لبنان ، وساعدت الدولة بمختلف مكوناتها ، ولم يفرق الملوك السعوديون بين لبناني مسلم أو لبناني مسيحي ، وتعاطوا مع لبنان على مبدأ الأخ الشقيق الذي يحتاج العون والمساعدة

وجمع السعوديون اللبنانيين على طاولة حوار الطائف الشهير ، وأنقذت الرياض لبنان من براثن الحرب الأهلية ، لتعود عجلة الحياة إلى بلد يبحث عن إعادة الإعمار ، فلبى رفيق الحريري رحمه الله نداء الواجب الوطني ، وانتشل بلده الأم من مستنقع الخراب ، وعمره بدعم سعودي منقطع النظير

ليس في مجال البنى التحتية والإقتصاد الجيد والأسواق المهمة والسياحة الجذابة فقط ، بل حتى بالعلاقات العربية والدولية التي عبد السعوديون فيها الطريق للمسؤولين اللبنانيين الذين باتوا يصولون ويجولون في عواصم أوربا وغيرها

ولكن لبنان الرسمي تنكر على يد ميلشيا حزب الله لفضل السعودية وجميلها ، ورد عليه بدعم الإرهاب وإرسال الإرهابيين بيستهدفوا أمن السعودية وعمقها الداخلي ، وخطابات زعيم الميلشيات حسن نصر الله حملت دوماً كلاماً كله إساءة وحقد وتحطيم للعلاقات اللبنانية السعودية

ولكن الرياض صبرت وصبرت وصبرت على هذا الجحود اللبناني ، واعتبرت حزب الله لا يمثل إلا إيران ، واللبنانييون منه براء ، ليأتي جيل سياسي يهادن حزب الله ويتحالف معه كما هو حاصل مع ميشال عون رئيس الجمهورية وقوى تدعي السياسة اخرى ، هنا طفح الكيل ووقفت السعودية موقفاً حازماً من هذه التصرفات وتركت لبنان لمصيره دون التعاطي مع يومياته كون المتحالفين مع حزب الله هم من يحكمون البلد

واليوم مع توقعات وتكهنات شركاء الصفقات في تشكيل الحكومة أن السعودية ستدعم وتدعم ، يأتي الموقف السعودي صريحاً لا لبس فيه ، وعلى أساس كلمات الملك سلمان أمام المتحدة قبل مدة ، لبنان يجب أن يتخلص من سلاح حزب الله ويجب أن يتوقف الإحتلال الإيراني لهذا البلد

والمعايير السعودية هذه ثابتة ولا رجعة بها ، لأنها في الأساس لمصلحة الشعب اللبناني والدولة في لبنان ، والعرب جميعاً كما أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية مجمعون على ذلك ، فالحزب المسلح سرطان سياسي وإقتصادي فتك بجسد لبنان ، وآن آوان إستئصال هذا المرض الخبيث كي ينعم لبنان بالشفاء

ومن كان يعتقد بأن الرؤية السعودية الصارمة والحازمة حيال لبنان قابلة للتبديل دون تغيير الوقائع على الأرض فهو واهم ، فالمطلوب من لبنان واضح وعلى الطبقة الحاكمة وغير الحاكمة التماهي مع المطالب الشعبية الواردة في ثورة تشرين وفي مقدمتها نزع سلاح حزب الله ومحاكمة مجرمي هذه الميلشيا التي قتلت وأجرمت داخل لبنان وخارجه

والحالة التي تراوح مكانها في لبنان من حيث إنتظار نتائج الإنتخابات الأمريكية حالة تنعكس على الورطة التي ورط بها حزب الله الدولة ، فحين تكون في معسكر إيران من الطبيعي أن ترهن مستقبلك وتتنظر تقرير مصيرك حتى تنتهي الإنتخابات في بلد آخر ، فإيران بعظمتها التي يزعمها عملائها في لبنان تترقب من يفوز في واشنطن حتى ترسم معالم طريق خلاص نظامها الساقط .