الأثنين 27 شوال 1445 ﻫ - 6 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لا تجلدوا أنفسكم.. شعبكم أفضل منكم

مَن يتابع حركة مطار رفيق الحريري الدولي، ولاسيما حركة الوافدين من اللبنانيين لتمضية عطلة الأعياد في وطنهم وبين أهلهم وأقربائهم وأصدقائهم، لا ريب انه يُصاب بالدهشة ! فما هذا الشعب؟ما هو “جنسه؟”

بالتأكيد من حيث هو آتٍ ، أفضل بكثير من بلده الذي جاء يعيد فيه . فحتى لو هو آتٍ من اميركا او افريقيا او دول الخليج او اوروبا او اوستراليا ، من بلد فقير او غني ، فهو آتٍ من بلدٍ فيه كهرباء وماء وصيدليات ومستشفيات وبنزين ومازوت . هو آتٍ من بلدٍ لا تحتجز فيه المصارف ودائعه ، من بلدٍ تجتمع حكومته بشكل دروري، لا ان يواصل رئيس الحكومة فيه حرفة تدوير الزوايا وبدعة الحديث عن ان ” الحكومة ماشية ولكن مجلس الوزراء مش ماشي . ”

لماذا يأتي الى بلدٍ لم يعد يعرف ما هي الفرحة ؟ وما هي الإبتسامة ، وتحوّلت رؤوس ابنائه إلى عدّاد يحتسب قفزات الدولار الأميركي تجاه الليرة اللبنانية ؟

لماذا يأتي ابى بلد تُسجِّل أرقام الهجرة نسبًا غير مسبوقة ؟

يأتي الى البلد ليقول لحكامه : أنتم مؤقتون ونحن النهائيون .

يأتي الى البلد ليقول لهذه الطبقة السياسية : لا تستطيعين ان تستمري في هذا الإجرام المتمادي على كل المستويات.

فقط مطلوب من الحكّام ، ومن الطبقة السياسية ان يتوقفوا عن جلد الذات . اللبنانيون بحسهم الوطني وبحبهم للبنان ، لا ينتظرون ضوءًا اخضر ليعودوا الى لبنان ويُمضون الأعياد في ربوعه:

يتحملون انقطاع الكهرباء والمياه وفقدان الادوية وضعف الانترنت ، لكن ما لا يتحملونه هو هذه الطبقة الحاكمة والطبقة السياسية التي بقيت ، ولا تزال ،متسلِّطة على السلطة.

حين يصل الى لبنان يوميًا اكثر من سبعة آلاف لبناني، ليعيدوا في لبنان، هل استطاعت السلطة اللبنانية ان
تلتقط لحظة التفاؤل هذه بدلًا من استمرار المماحكات.

سينتهي العيد ، سيعود المغتربون من حيث اتوا ، لن يحملوا معهم من ذكريات سوى هذه السلطة المترهلة التي لن تستطيع ان تحقق اي تقدم او تحسن ، لأنها مرهونة او مرتهنة لحزب الله الذي لديه أجندته السياسية والعسكرية المنفصلة عن تطلعات الشعب اللبناني.

ما يطلبه الشعب من السلطة السياسية ” ان تكف شرّها عنه، وهو يعرف كيف يتدبّر امره، تمامًا كما دبر امره حين سافر وحين عاد.