الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لا قيامة للبنان اذا استمر وجود نبيه بري على رأس البرلمان

على مدى سنوات حكمه اثبت رئيس مجلس النواب نبيه بري ان عقليته ميليشاوية بحته، بقوة زعرانه فرض نفسه كممثل وحيد لطائفته في رئاسة البرلمان، وذلك بعدما خاض الحرب الاهلية متكلاً على حركة لم يؤسسها هو بل حرفها عن الطريق الذي من اجله انشئت، مستفيداً من تغييب الامام موسى الصدر.

لاشك ان بري أحد أبرز امراء الحرب اللبنانية وأكثر من استفاد من وجوده في الحكم على كرسيّ الرئاسة الثانية، مرتكزا على حرس المجلس الذين بمعظمهم كانوا من مقاتلي “حركة أمل” خلال الحرب، وهم يتبعون مباشرة له، حيث يحدد بري رتبة كل منهم من دون نظام واضح، اما رواتبهم فيتلقونها من خزينة الدولة. وعندما اندلعت الثورة في لبنان ظهر كيف استشرس عناصر الحرس على الثوار، بكل وحشية ضربوهم واحرقوا خيمهم عدة مرات، متسببين بوقوع عشرات الجرحى.

فبقوة الامر الواقع و”الزعرنات” تمكن بري من احاطة نفسه بهالة “العظماء” الذين يُمنع الاقتراب منهم وذكر مساوئهم وفسادهم.

فمن كان يسكن في شقة في بربور اصبح من اصحاب المليارات، يمتلك الاف الامتار في الجنوب ومشاريع لا تعد ولا تحصى، اما زوجته رندة فمعروف عنها اخذها نسبة 51 بالمئة من أي مشروع تجاري يُقام في الجنوب.

قاد بري “حركة امل” وتحكم بها على الارض، كما تحكم بالمجلس النيابي على مدى 28 سنة، ليصبح الثابت الوحيد في المعادلة اللبنانية دائمة التغيير، مستغلاً اخفاء الامام الصدر لا بل بحسب وكالة الأنباء الليبية فان “بري ضالع في قضية اختفاء الزعيم الروحي للطائفة الشيعية اللبنانية الإمام موسى الصدر” و أن “ما يقوم به هو محاولة مكشوفة للتغطية على ضلوعه شخصياً في قضية اختفاء الصدر… حيث من المؤكد أن بري هو من يقف وراء ذلك لمصلحة خاصة وهي أن يحل محله في قيادة الحركة التي ينتميان إليها”، وذلك بعد دعوة بري الحكومة اللبنانية إلى ملاحقة ليبيا التي اتهمها بإخفاء الإمام الصدر في سنة 1978.

وقد رفضت ليبيا دوما الاتهامات اللبنانية مؤكدة أن الصدر اختفى في إيطاليا بعد زيارة لليبيا، وذكرت الوكالة الليبية أن” بري وحده من أخفى الصدر ونحن نعلم ذلك والأدلة على هذا الأمر واضحة وتعبر عن نفسها ومن بينها أن الإمام الصدر من إيران وبري لم يكن يرغب في وجوده في لبنان كي ينقض ويستولي على السلطة والمكانة التي يتمتع بها الصدر لتحقيق أهدافه ومآربه الخاصة”.

ما هو اكيد ان بري تاجر بقضية الامام المغيب واستفاد مما حققه، ومن خلال “حركة امل” التي قادها ارتكب المجازر في المخيمات الفلسطينية بدعم من النظام السوري، لا بل شقّ الصف الشيعي الواحد باعلانه الحرب على “حزب الله” المدعوم من ايران، معارك عدة دارت بين الطرفين، من الجنوب الى الضاحية الجنوبية وبيروت، سقط بسببها الاف القتلى والجرحى، ولم تتوقف الا بعدما توصلت سوريا وايران الى تفاهم ثنائي، لتبدأ بين الطرفين حرب باردة لا تزال الى اليوم وان ظهر من فوق الطاولة ان هناك تنسيق بين الاثنين، فلا يمكن لبري ان يغضب ايران في العلن فمصالح كثيرة تجمعه معها ومع الحزب.

لا قيامة للبنان اذا استمر وجود بري على رأس البرلمان فهو من كرّس نظام المحاصصة الطائفية ومن يحارب بكل ما اوتي من قوة لعدم بناء نظام جديد.