الأحد 19 شوال 1445 ﻫ - 28 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان المعزول عربياً والمعاقب دولياً نتيجة العهد العوني

تأكيد الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس خلال لقائه بمستشار الرئيس الفرنسي للشرق الأدنى باتريك دوريل أنه متمسّك بما أسماها “مبادرة باريس” الرامية لانتشال لبنان من الشلل السياسي ودوامة الانهيار الاقتصادي ماهو إلا ذر للرماد في العيون وكلام معسول يخفي خلفه الواقع المؤلم

فعون القائل لضيفه الفرنسي وفق ما أعلنته دوائر الرئاسة اللبنانية أنه متمسك بالمبادرة الفرنسية لمصلحة البلد ويعتبر الأوضاع تتطلب تشاوراً وطنياً عريضاً، وتوافقاً واسعاً ،لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة ، هو نفسه عون الذي يعطل في لبنان بأمر حزب الله كل تلك الأمور

ودوريل الذي حط في بيروت الأربعاء وجالس رئيس مجلس النواب زعيم ميلشيا أمل نبيه بري ، يعلم علم اليقين بأن التحرك الفرنسي هو عبارة عن مضيعة للوقت ، فالذي أكد أيضاً على أهمية المبادرة الفرنسية في قصر الصنوبر خلال لقاء ماكرون هو من إنقلب عليها والمقصود هنا الثلاثي الإيراني في لبنان عون بري نصر الله

والمدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان هو انجاز حكومة اليوم قبل الغد وزراؤها إختصاصيون لكن دون وجود حزب الله في الشكل والمضمون ، ووفق ما أوردته وكالات الأنباء فإن إدارة بايدن الجديدة ستكون هذه مطالبها في لبنان ، خدمة للبنان أولاً حتى يرتاح المواطنون من سطوة ميلشيا إرهابية مسلحة وخطيرة

وزيارة المبعوث الفرنسي التي تأتي بعد انتهاء المهلة الثانية التي منحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للطبقة السياسية اللبنانية من أجل تشكيل حكومة تأتي بعد مماطلة السلطة بكشف ما جرى في مرفأ بيروت الذي تعرض لانفجار كبير في أغسطس الماضي

وماكرون الذي زار بيروت من قبل ، ولاسيما بعد حادث انفجار المرفأ وعاد مرة ثانية مطلع سبتمبر الماضي ، معلناً عن مبادرته ، فشل في ترغيب أو ترهيب حلفاء حزب الله في لبنان ، لكن أمريكا بعقوبات بسيطة وسريعة جعلت الجميع في لبنان يضربون الأخماس بالأسداس

وتشكيل حكومة تتولى الإصلاح بموجب برنامج محدد مقابل حصولها على مساعدة مالية من المجتمع الدولي أمر بات من المستحيل ، فحزب الله ليس في عجلة من أمره حتى تأتي تعليمات جديدة من إيران ، وعون يريد الإنتقام بعد معاقبة صهره وإذلاله

وإخفاق السلطة الحاكمة الفاسدة مرة أخرى بتلبية المطالب الماكرونية ، جعل ماكرون في 27 سبتمبر الماضي يمهل القوى السياسية في لبنان من 4 إلى 6 أسابيع لتشكيل حكومة ، وهي مدة ضمن في طياتها إنتهاء موعد الإنتخابات الأمريكية ، وبالتالي عرف ماكرون على أي وسادة ينام

وفي 22 أكتوبر كلف عون زعيم تيار المستقبل تشكيل الحكومة إلا أن مساعي الأخير لم تسفر عن أي نتيجة حتى الآن لأن المصير المجهول للتعاطي الدولي مع لبنان مايزال حبيس أدراج صناع السياسات في واشنطن وأوروبا

ولم يتضح بعد مصير مؤتمر الدعم الدولي للبنان ولن يتضح ، والذي تعهد ماكرون بتنظيمه نهاية الشهر الجاري كما هو متداول ، ففي حال لم تبصر حكومة جديدة النور في الأيام المقبلة فإن المسألة ستزيد تعقيداً كون ماكرون نفسه نفض يده من إحتمالية إعادة تأهيل النظام العوني الحالي

ويشهد لبنان منذ اعوام انهياراً شاملاً في علاقاته العربية لاسيما الخليجية منها ، واقتصادياً يعتمد لبنان في الماضي على سياحة وإستثمارات خليجية توقفت في الغالي نتيجة تسلط حزب الله وانعدام الأمن في لبنان من كل النواحي

مع انخفاض غير مسبوق في قيمة الليرة وتخلف الدولة في مارس الماضي عن دفع ديونها الخارجية فإن لبنان أصبح في سنوات عون بلداً مفلسا وعديم المصداقية في التعاملات الدولية ، ومفاوضات صندوق النقد الدولي التي جرى تعليقها لاحقاً خير دليل على أن العالم في الغالب قطع على نفسه عهداً بأن بقاء عون ونظامه يعني بقاء حزب الله وإيران لهذا لا امل يرجى بشفاء لبنان حتى يعالج هذا المرض .