السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان.. بين الأمل بالتغيير أو إنتظار المعجزات

إن لبنان اليوم أصبح أمثولة في الفساد و ضياع المال العام ونهبه وإنتشار السلاح غير الشرعي بيد ميليشيات حزب الله الإرهابية التابعة لإيران، و التي تعمل على جعل لبنان دولة لا وجود فيها للدولة أبداً، ومن جلب التعاسة لهذا البلد وجعل أبنائه لا يملكون في بعض الأحيان قوت يومهم، هم هؤلاء الحكام المفسدين في الأرض، وغير القادرين على إدارة حي وشارع حتى يديروا بلداً بأكمله.

وما هو ذنب المواطن في لبنان حتى يدفع أثماناً باهظة من عمره، حيث يحرم من أبسط الأشياء و ينتظر المجهول ويشيخ وهو غير قادر على تأمين أبسط مستلزمات الدواء و الغذاء لنفسه و لمن معه، ومن المؤكد أن الهجرة إلى دول العالم لو أتيحت لأي لبناني، لرأى العالم تدافعاً بشرياً على مطار بيروت أكثر من الزحام البشري الذي يشهده مطار كابول في افغانستان هذه الأيام.

أما الذين يكذبون على الناس في لبنان من فريق السلطة الحاكمة، فإنهم لا يصدقون حتى أكاذيبهم بل ينسون ما يقولونه في ساعته لأنهم أدمنوا على تعاطي عقار التخدير للناس في كل مناسبة، والمضحك المبكي أنهم يناقشون تفاصيل المحاصصة علناً دون خجل، و يتحدثون عن حكومة تشكل و عقبات تذلل، بينما هم أنفسهم أصبحوا العقبة الكبرى التي تعيق أي أمر في لبنان المنكوب.

يعدون الناس بالدواء والغذاء وحتى المحروقات، وهذا كله بات مستحيلاً في ظل وجود عون واجهة حزب الله وإيران في حكم لبنان، بل إن عون نفسه يحدث الشعب اللبناني من كوكب آخر تماماً، ويريدون من الشعب اللبناني الصبر على القهر الذي تنوء بحمله الجبال حتى يصفو لهم العيش في بعبدا والسراي الحكومي و قصر عين التينة و غيره، تحت إمرة حسن نصر الله زعيم حزب الله.

باتوا من الآن يتحضرون لمواسم إنتخابية برلمانية وكأن البلد مستعد لرؤية وجوه الفساد مجدداً في سدة الحكم بعد أن أكلوا لبنان لحماً ورموه عظماً كما يقول المثل العامي الشهير، ويترنحون ذات اليمين وذات الشمال في ردهات حكم أصدق كلمة في وصفه أنه حكم العملاء و الوكلاء لسلاح غير شرعي و لدولة غزت لبنان و تحتله، ألا وهي إيران التي دمرت كل شيء، وحتى العدالة الصورية و الشكلية لأي ملف يعملون على دفنها في أرضها بعد أن قتلوا القتيل و مشوا بجنازته، والقتيل هنا لبنان وجنازته كل يوم تسير وهم في مقدمتها وكأنهم أصحاب الدم بينما هم القتلة.

‏في النهاية محزن حال ⁧‫لبنان‬⁩ للأسف، فهو دولة ساقها الفساد والحزبية الى الحضيض وقسوة من عصبة مقيتة لم ترحم كبيرا ولا صغيرا ولم تسمع قط أنين مريض ولم تلتفت إلى لوعة أم مكلومة ولا يتيمة محرومة.

سباق على أشده في السلب والنهب، وتصارع محموم على كراسي الزعامة، مع أن لبنان لايستحق كل تلك المعاناة ولا تلك الزعامات الفاسدة الكاذبة، لأن لبنان كان في يوم من الايام جوهرة الشرق.