السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان على موعد قريب مع انفجار ثورة الجياع... الشمال البداية والآتي أعظم

لان الجوع كافر والوضع لم يعد يحتمل، في ظل وجود حكومة عاجزة لم تقدم على وضع اية استراتيجية للخروج من الازمات التي تعصف بلبنان تماماً كحكومات سعد الحريري التي اوصلت البلد الى الانهيار…

خرج في الامس عدد كبير من ابناء الشمال الى ساحة عبد الحميد كرامي، رافعين الصوت، مؤكدين ان الثورة مستمرة وهذه المرة لن يوقفها لا فيروس ولا غيره، وبانهم اكتفوا فقراً وعوز، لذلك لن يهدأوا ولن يستكينوا حتى تعاد الاموال المنهوبة ويحاكم الفاسدين.

لم تنفع محاولة السلطة البائسة بالانقضاض على خيم الثوار في ساحة النور كذلك في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، فكما اكد الثوار ان الثورة ليست خيمة يتم اقتلاعها بل ايمان بمستقبل بلد وجذور حق لا تقتلع، لذلك نزلوا في الامس بعدما طفح الكيل من سلطة لا ترحم، نهبت اموالهم، تلاعبت بسعر صرف الدولار، تغاضت عن الارتفاع الجنوني للاسعار وارتفاع نسبة البطالة… عودة الثوار من جديد الى الساحة دفع السلطة الى المسارعة بتسليط الجيش على المحتجين، ضرب وسحل وعنف وقنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي، كل ذلك لارثارة الرعب في نفوس ارهقها الفقر ولم يعد لديها ما تخسره.

ليست المرة الاولى التي يلجأ فيها الجيش الى العنف والكيل بمكيالين، فمنذ انطلاق الثورة اللبنانية وهو يتعامل مع الثوار بقوة، في حين يغض النظر عن ممارسة احزاب السلطة، عند تعرضهم للمتظاهرين بالضرب واحراق خيمهم او بقطعهم الطرق، ما يؤكد انه طرفا بما يدور على الارض وانه يتلقى اوامره من رئيس الجمهورية و”حزب الله”  لقمع الثورة التي قضّت مضاجعهم، في وقت يعجز فيه الجيش عن فرض هيبته في المناطق التي يسيطر عليها الحزب حيث محظور عليه دخولها، لكنه يكشر عن انيابه بوجه المطالبين بحقوقهم.

ما يزيد عن عشرة جرحى سقطوا في الامس في طرابلس وسط تعتيم إعلامي يؤكد استمرار سياسة منع ايصال صوت الثوار،

وبعد ان كانت معظم القنوات التلفزيونية اللبنانية رأس حربة في الثورة التي انطلقت شرارتها في 17 تشرين الأول، حيث قطعت برامجها المعتادة فاتحة الهواء لنقل التظاهرات وأصوات الثوار على عكس القنوات التابعة لاحزاب السلطة والتي انخرطت ببروباغندا تدافع عن الطبقة الحاكمة، مورست ضغوط سياسية وحزبية  لوقف التغطية الاعلامية لتحركات الثوار او بالاصح تقليصها الى درجة كبيرة، في ظل تعتيم مقصود عن اعمال العنف التي ترتكب بحقهم.

تحركات الامس لم تقتصر على الشمال بل امتدت الى الجنوب وبالتحديد الى ساحة القياعة في صيدا حيث ردد المحتجون هتافات ضد الحكومة والوضع المعيشي الصعب الذي يمر به الشعب والذي زاد عليه الازمة الصحية وتداعياتها على مجمل القطاعات .

وفي بيروت انطلق الثوار في مسيرة سيّارة، رفعوا خلالها الأعلام اللبنانية، مرددين شعارات ثورة 17 تشرين، كما شهد البقاع وبالتحديد بلدة غزة تحركاً لعدد من النساء قطعن الطريق احتجاجا على توقيف احد ابناء البلدة.

كل المؤشرات تدل على ان انفجار ثورة الجياع في كل المناطق اللبنانية قريب، يحول بينها الان اعلان التعبئة العامة، وما تحرك المحتجين في الامس الا انذار بسيط لما ينتظر لبنان في الايام والاسابيع المقبلة.