الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 ﻫ - 14 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان.. والمراهقة السياسية

إن جميع المقررات التي تصدر عن عهد الرئيس عون هي مجرد تجارب فاشلة، لايمكن البناء عليها، كونها وليدة الساعة وعبارة عن ردة فعل سيئة ومرتجلة على واقع مرير سببه الإحتلال الإيراني، وإن طبيعة السياق الدستوري الذي يريد الحكم أن تسير عليه الأمور ، هو سياق هجين من التحريف لبنود الدستور، ومزيج آخر من تنفيذ رغبات و متطلبات الإحتلال الإيراني البغيض.

كما إن لميليشيا حزب الله باعٌ طويل في فرض أجندات إيران، ولديها رصيد لا يستهان من التخريب والعبث بكل مقدرات البلد، وبطريقة أو بأخرى حزب الله يمارس السياسة بطريقة إيرانية قذرة، فالحزب يلعب حيناً بالنار على الحدود مع إسرائيل، زاعماً المقاومة ومخفياً التطبيق الفعلي لأمر إيران بتنشيط الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، كي يتم تحسين الشروط التفاوضية لطهران مع الغرب في فيينا.

مع أن وصول ابراهيم رئيسي لسدة الحكم في إيران، أمر يعقد التفكير في كافة الإحتمالات والسيناريوهات التي يظن البعض أنها باتت شبه مستحيلة، حتى بما يرتبط بعودة الجانب الإيراني و الأمريكي إلى إتفاق نووي جديد، والجدل الذي أحدثته زيارة مدير المخابرات المركزية الأمريكية إلى إسرائيل، جعل الخيال حقيقة، كون تل أبيب تعول كثيراً على إنهيار المفاوضات بين الغرب وإيران و تقدم للأمريكي البدائل الأخرى.

لبنان ليس تفصيلاً من بين تفاصيل كثيرة ومعقدة، بل عنصر رئيسي في مشهد تتلاطم أمواج العدوات فيه على أساس كبير، من عدم الثقة بنهاية سعيدة لأزمات لبنان المتواصلة، ومن يتابع خلال اليومين الماضيين، الطريقة التي تدار بها الأمور في بعبدا، ينسى لوهلة أن هناك رئيس جمهورية إسمه ميشال عون، ويصبح المرء على يقين أن حسن نصر الله هو من يصدر القرارات و تطبق فعلياً في لبنان.

ولعل المزايدات السياسية والإنتخابية بدأت مبكراً في لبنان، كجزء من مسلسل عبث كبير، بحياة الناس الذين يدفعون الثمن الكبير، ليخيم الخراب في لبنان إقتصادياً و سياسياً و حتى أمنياً، وهذه المواجهة التي من المفترض أن تكون في لبنان، يجب أن تكون بين الشعب و الإحتلال الايراني، و أداته المعروفة ميليشيا حزب الله، كون النتائج الكارثية الأخرى جميعها مجرد أمور صغيرة إذا تم التفرغ لرؤية أصل البلاء وهو الإحتلال الإيراني، ولا يمكن للبنانيين الاستمرار في التهرب من مواجهة الاحتلال الايراني والنتائج الاقتصادية والمعيشية لحروب اذرعه المسلحة والسياسية، بمطالب متناقضة تارة بعدم صرف الاحتياط الالزامي في مصرف لبنان وتارة بدعم المحروقات والدواء من هذا الاحتياط.

ولأن الخروج من المأزق في لبنان يتطلب عملاً جدياً فالمعول عليه هو الشعب اللبناني، ذلك الشعب الذي يرى بلده يسرق منه، و يرى مقدرته على إحداث التغيير محدودة لأن الساسة خونة.