ربما ظنها العهد القوي برئاسة ميشال عون مزحة إعلامية حين تحدث البعض قبل مدة أن واشنطن بصدد فرض عقوبات على جبران باسيل صهره ورئيس تياره و وريثه السياسي المفترض
لكن رياح الأمريكان جرت بما لا تشتهيه سفن باسيل الفاسدة ، فعلى الرغم من التنازل السريع الذي دفع به عون عن نفسه شبح العقوبات ، حين ذهب بلبنان نحو التطبيع التفاوضي مع إسرائيل في الناقورة ، وبتوافق كامل مع حزب الله وإيران ، لم يترك الأمريكيون فساد باسيل دون عقاب
ولعل العقوبات اليوم على جبران باسيل تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ لبنان على شخصية سياسية مسيحية محسوبة على خط إيران في لبنان و تابعة لميليشيا حزب الله ، وإذا كان باسيل الذي صعقته أخبار العقوبات يحاول تغطية ذلك عبر تغريدة مختصرة يتحدث فيها عن قوته ، فإن الوقائع والواقع يقولان :
إن حلم جبران باسيل برئاسة لبنان تبخر بشكل كامل ، ولم يعد يستطيع التحدث عن الموضوع ، فواشنطن وضعته على لائحة عقوبات ستلتزم بها أكثر من ٩٠ دولة في العالم ، ولاسيما الدول العربية الحليفة لواشنطن ، لأن هذه العقوبات ليست فقط تخص لبنان بل تخص رجالات إيران في المنطقة وباسيل بات أحدهم
وأكثر من ذلك سيكون جبران باسيل في مواجهة مفتوحة مع المجتمع الدولي ، وسيكون أمام فضيحة دولية بعد أن تم ختم حياته السياسية بملفات فساد بحق لبنان ، البلد الذي عمل باسيل لسنوات وزيراً لخارجيته ، ومثله في المحافل الدولية
وبطبيعة الحال سيكون باسيل عبرة لمن يريد العبرة من المسؤولين في لبنان ، لاسيما في إطار المكافحة الحقيقية للفساد الذي نكب لبنان ، ومن المؤكد أن الخزينة العامة في لبنان لم تكن لتفرغ لولا أمثال باسيل الذين سرقوا و بنوا ثرواتهم الطائلة منها وعلى حساب اللبنانيين
ومن المفارقات الآن في لبنان أن باسيل لن تغني عنه كل كلمات وخطب و عنتريات التضامن الداخلي معه ، فهو حالم واهم برضا الغرب عليه ، وهذه الضربة المتمثلة في العقوبات أصابته في مقتل ، وهو الطامح لأن يكون في يوم من الأيام سيد قصر بعبدا وأعلى مسؤول في الدولة اللبنانية
وليست الرئاسة فقط قد أصبحت من أحلام الماضي بالنسبة لباسيل ، بل حتى الوزارة أو لربما أن يكون نائباً في برلمان مستقبلي في لبنان ، فالمجتمع السياسي المسيحي في لبنان يعتمد كل الإعتماد على الدول الغربية ، ولن يعطي صوته لشخص معاقب أمريكياً وموضوع على لائحة الفاسدين المفسدين
وهناك في لبنان سيكون باسيل خلال الأيام المقبلة نموذجاً واضحاً لإستراتيجية غربية مشجعة للجميع كي يعرف الذين دمروا لبنان ، وساعدوا حزب الله في السيطرة على البلد ، ومن المضحك هنا الإستماع لوصلات ردح عصابات المقاومة وجوقاتها الرافضة للتدخل الغربي في لبنان على حد زعمهم ، والذين باتوا يقولون إن باسيل أشرف سياسي .