الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 ﻫ - 14 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ماذا يترتب على معاقبة أمريكا لجبران باسيل؟

ربما ظنها العهد القوي برئاسة ميشال عون مزحة إعلامية حين تحدث البعض قبل مدة أن واشنطن بصدد فرض عقوبات على جبران باسيل صهره ورئيس تياره و وريثه السياسي المفترض

لكن رياح الأمريكان جرت بما لا تشتهيه سفن باسيل الفاسدة ، فعلى الرغم من التنازل السريع الذي دفع به عون عن نفسه شبح العقوبات ، حين ذهب بلبنان نحو التطبيع التفاوضي مع إسرائيل في الناقورة ، وبتوافق كامل مع حزب الله وإيران ، لم يترك الأمريكيون فساد باسيل دون عقاب

ولعل العقوبات اليوم على جبران باسيل تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ لبنان على شخصية سياسية مسيحية محسوبة على خط إيران في لبنان و تابعة لميليشيا حزب الله ، وإذا كان باسيل الذي صعقته أخبار العقوبات يحاول تغطية ذلك عبر تغريدة مختصرة يتحدث فيها عن قوته ، فإن الوقائع والواقع يقولان :

إن حلم جبران باسيل برئاسة لبنان تبخر بشكل كامل ، ولم يعد يستطيع التحدث عن الموضوع ، فواشنطن وضعته على لائحة عقوبات ستلتزم بها أكثر من ٩٠ دولة في العالم ، ولاسيما الدول العربية الحليفة لواشنطن ، لأن هذه العقوبات ليست فقط تخص لبنان بل تخص رجالات إيران في المنطقة وباسيل بات أحدهم

وأكثر من ذلك سيكون جبران باسيل في مواجهة مفتوحة مع المجتمع الدولي ، وسيكون أمام فضيحة دولية بعد أن تم ختم حياته السياسية بملفات فساد بحق لبنان ، البلد الذي عمل باسيل لسنوات وزيراً لخارجيته ، ومثله في المحافل الدولية

وبطبيعة الحال سيكون باسيل عبرة لمن يريد العبرة من المسؤولين في لبنان ، لاسيما في إطار المكافحة الحقيقية للفساد الذي نكب لبنان ، ومن المؤكد أن الخزينة العامة في لبنان لم تكن لتفرغ لولا أمثال باسيل الذين سرقوا و بنوا ثرواتهم الطائلة منها وعلى حساب اللبنانيين

ومن المفارقات الآن في لبنان أن باسيل لن تغني عنه كل كلمات وخطب و عنتريات التضامن الداخلي معه ، فهو حالم واهم برضا الغرب عليه ، وهذه الضربة المتمثلة في العقوبات أصابته في مقتل ، وهو الطامح لأن يكون في يوم من الأيام سيد قصر بعبدا وأعلى مسؤول في الدولة اللبنانية

وليست الرئاسة فقط قد أصبحت من أحلام الماضي بالنسبة لباسيل ، بل حتى الوزارة أو لربما أن يكون نائباً في برلمان مستقبلي في لبنان ، فالمجتمع السياسي المسيحي في لبنان يعتمد كل الإعتماد على الدول الغربية ، ولن يعطي صوته لشخص معاقب أمريكياً وموضوع على لائحة الفاسدين المفسدين

وهناك في لبنان سيكون باسيل خلال الأيام المقبلة نموذجاً واضحاً لإستراتيجية غربية مشجعة للجميع كي يعرف الذين دمروا لبنان ، وساعدوا حزب الله في السيطرة على البلد ، ومن المضحك هنا الإستماع لوصلات ردح عصابات المقاومة وجوقاتها الرافضة للتدخل الغربي في لبنان على حد زعمهم ، والذين باتوا يقولون إن باسيل أشرف سياسي .