الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

محاولات وأد الثورة بالطائفية لن تنجح.. والانتخابات النيابية ستثبت ذلك

رسم السابع عشر من تشرين مشهداً جديداً في لبنان، فغالبية الشعب اللبناني الذي نزل إلى الساحات خلع عنه ثوب الطائفية والمناطقية والانتماءات الحزبية، ثار على الطبقة السياسية الحاكمة رافعاً شعار “كلن يعني كلن”. طالب الثوار بانتخابات نيابية مبكرة، ومحاسبة الفاسدين، واستعادة الأموال المنهوبة، وتمكنوا من فرض بعض المعادلات في وقت عمل فيه الزعماء على محاولة استيعاب الأمر ووضع خطط لشد العصب الطائفي ليبقوا محافظين على زعامتهم.

ما إن اقتربت الانتخابات النيابية في لبنان حتى صب الزعماء جهدهم على “شد العصب” الطائفي والمذهبي وهو أمر اعتاد عليه اللبنانيون خلال هذه المرحلة لإعادتهم الى المربعات المعروفة. لجأ الزعماء ورؤساء الأحزاب الى محاولات تحشيد الجماهير على قاعدة “حقوق الطائفة” أو “حفظ القضية”، وما حادثة الطيونة التي زعزعت الأوضاع في البلد وكادت أن تجره إلى حرب أهلية إلى محاولة لتثبتت الطائفية في البلد.

بدأت القوى الحزبية والسياسية بتنشيط ماكيناتها الانتخابية، كما بدأت التعبئة والعمل على شدّ العصب وإطلاق الحملات الانتخابية، لاسيما “حزب الله” الذي ألقى امينه العام حسن نصر الله خطاباً بعد احداث الطيونة جيّش فيه جماهيره، كذلك حال القوات اللبنانية التي اتخذت مما حصل في عين الرمانة وطلب الاستماع الى شهادة جعجع وسيلة لشد العصب الطائفي وقد ظهر ذلك جلياً في الحشود التي توجهت الى معراب دعماً لـ”الحكيم”، و”التيار الوطني الحر” كذلك يضع خطط الانطلاق في حملته الانتخابية والتجيشيه كما غيره من الأحزاب.

وفي خضم ما يخطط له وما بدأ تنفيذه تحضيراً للانتخابات، تفاجأ أهل السنة اليوم بخبر انتشر في احدى الصحف المحلية، مفاده ان السفير السعودي في بيروت وليد البخاري استقبل في مقر إقامته أخيراً، مفاتيح انتخابية خصوصاً من أبناء العشائر العربية في لبنان، وحثهم على دعم لوائح القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية المقبلة. وهو أكد أمام من التقاهم أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هو “حليف السعودية الأول”، وأن الرياض ستدعمه في الانتخابات، ومع ذلك كذبت الغالبية العظمى من السنة الخبر، اذ لا يمكنهم تصديق أن تطلب المملكة العربية السعودية منهم القبول بقيادة من طائفة أخرى، وهم على يقين أن في لبنان موزاييك لا يمكن ان تحكمه طائفة او شخص، وبأن القرار للشعب اللبناني وهو من سيختار قادته .

الثورة التي شكلت ظاهرة لبنانية عابرة للطوائف نجحت في إحباط الخطط الطائفية للطبقة الحاكمة الطائفية، قاومت وتقاوم محاولات وأدها بالطائفية حتى تحقيق هدفها وهو تغيير الطبقة السياسية الحاكمة وإسقاط النظام القائم عليها.