الأحد 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 19 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"مرشد الجمهورية اللبنانية" يحدد خطوط طهران العريضة للمرحلة القادمة

أطل “مرشد الجمهورية اللبنانية” حسن نصر الله في الأمس على اللبنانيين، بجملة جديدة من الأكاذيب، مهدداً ومتوعداً إسرائيل، لا بل كذلك اللبنانيين الذين كما قال يفكرون بجر البلد الى حرب اهلية، طلب من جمهوره الحفاظ على غضبهم الذي قد يحتاجونه في الايام القادمة، محدداً شكل الحكومة التي يريد، مدعياً عدم مبالاته بقرار المحكمة الدولية الذي سيصدر عما قريب، منكراً علمه بخلفية التفجير الذي ادى الى كارثة بيروت.

نصر الله الذي كان يدعي علمه بكل شاردة وواردة في اسرائيل، والذي كان يتهمهما اذا سقط عصفور عن غصنه في لبنان، تريث في اتهامها بواحد من اكبر الانفجارات التي يشهدها العصر، والذي اتخذ من مرفأ بيروت الذي يسيطر على كل شبر منه حزبه مسرحاً له، حيث قال” ليس لدى الحزب رواية عن تفجير مرفأ بيروت، وإن كشف ملابسات الانفجار من مسؤولية الدولة وجهات التحقيق”… يطالب نصر الله الدولة بكشف اسباب الانفجار وكأنه ليس هو وحزبه الدولة، وكأنه ليس هو من يتحكم بكل مفاصل البلد، يحدد سياسته الداخلية ويرسم سياسته الخارجية، والجميع يعلم انه الحاكم الأوحد الذي يتلي إملاءاته على ساسة لبنان.

وقال نصر الله في كلمة له بمناسبة مرور 14 عاما على حرب تموز “إننا ننتظر نتائج التحقيق في الانفجار الذي يجب أن يستمر ويعطي إجابة للشعب اللبناني، مشيرا إلى أن الأمن القومي ببعده الداخلي مسؤولية الدولة، والمقاومة لا تستطيع تحمل مسؤولية كامل الأمن القومي”… من ادعى انه لا يعلم بوجود العنبر رقم 12 ونيترات الامونيوم الذي له ولحزبه سوابق عدة بها في دول اجنبية، لا ينتظر منه الا الخداع أكثر فأكثر، فاذا كان الامر كما يقول لماذا تسللت عناصره في موقع الانفجار تارة تحت غطاء الهيئة الصحية الاسلامية وتارة اخرى بلباس الجيش؟! وكيف له ان يعرف ما يدور في مرفأ حيفا ولا يعلم شيئاً عن مرفأ يسيطر على دولته؟

رفض نصر الله التحقيق الدولي في الانفجار، بحجة ان “أول وظيفة لأي تحقيق دولي ستكون تبرئة إسرائيل” وأضاف “إذا كانت إسرائيل وراء تفجير بيروت فإن محققي مكتب التحقيقات الفدرالي سيبعدون أي تهمة عنها”، متوعداً إسرائيل بدفع ثمن بحجم هذه الجريمة إذا كانت هي التي ارتكبت جريمة انفجار المرفأ… اعتاد نصر الله على وضع فيتو على التحقيقات الدولية لانها تكشف تفاصيل جرائمه، ولكي يغسل ماء وجهه امام جمهوره اعلن عن رده على اسرائيل في حال ثبت تورطها، وهو الذي اعلن خلال حرب تموز انه “لو كنت اعلم” لما تورط بحرب ليس له قدرة عليها كلفت طائفته خسائر فادحة في الارواح والممتلكات.

واعتبر نصر الله انه “من الساعات الأولى لانفجار مرفأ بيروت بدأ التوظيف السياسي للموضوع، وكان هناك من يسعى إلى إسقاط الدولة لا الحكومة، مشيرا إلى قوى سياسية معينة -لم يسمها- ووسائل إعلام وجيوش إلكترونية حاولت الضغط على رئيس الجمهورية للاستقالة، وعملت على وضع لبنان على حافة الحرب الأهلية خدمة لمشاريع شخصية وخارجية”…كلما شعر مرشد الجمهورية اللبنانية ان نظام الفساد الذي يغطيه مهدداً بالانهيار يلوّح بالحرب، في تهديد مبطن يظهره انه الذي يخاف على الوطن، وكأن لبنان لم يصل الى العزلة العربية والعقوبات الدولية بسببه وحزبه، وفي الوقت الذي يطالب فيه الشعب اللبناني بحكومة حيادية تبحث بأمور اللبنانيين الحياتيّة والإقتصاديّة، يصر نصر الله على حكومة سياسيّة فاسدة تقدس معادلة السلاح مقابل الفساد.

امعان نصر الله في الكذب وصل الى درجة اعتباره أن “لبنان قوي بمعادلة المقاومة لذلك هم يريدون التخلص منها لأن أميركا لا تتحمل بقاء قوة في لبنان تحميه وتحفظ سيادته”… فليقل لنا ماذا فعلت المقاومة للبنان غير جرّه الى حروب وعقوبات؟ وغير قيامها باغتيال كل من يعارضها؟ وعن اي لبنان يتحدث؟ لبنان الذي انهارت عملته امام الدولار؟! لبنان الذي يعاني من ازمات اقتصادية ومالية لا يعرف لها حلاً حتى الآن؟! لبنان الذي جاع شعبه وهدد بالمجاعة على لسان سياسيّه؟! والذي خسر ما يقارب المئتي شهيداً عدا عن المفقودين الذين لا يزالون تحت الركام بسبب انفجار بصمات “حزب الله” واضحه عليه!

نصر الله الذي لم يجرؤ على التطرق الى البوارج التي اصبحت في عرض بحر لبنان، لعب على وتر جمهوره كالعادة بتهديد اسرائيل بالرد على قتل علي محسن بغارة في سوريا، محذراً من أن القرار ما زال قائماً والمسألة مسألة وقت وعلى “إسرائيل” أن تبقى بحالة الانتظار، وأوضح أن قرار الرد هدفه تثبيت قواعد الاشتباك وليس الاستعراض الاعلامي ولا الغوغائية والذي يثبتها العمل المحسوب والجاد… لو كان شجاعاً كما يقول ويمكنه الرد، لرد سابقاً على قتل قاسم سليماني وعماد مغنيه وغيرهما، الا ان الكلام ليس عليه جمركاً، ويبقى المكان والزمان مفتوحاً بالنسبة له الى قيام الساعة.

وبعد تورط “حزب الله” في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واتهام المحكمة لاربعة من مسؤولي الحزب، اعلن نصر الله أن الحزب غير معني بقرارات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قائلاً ” “إذا حكم على أي من إخواننا بحكم ظالم كما هو متوقع، فنحن متمسكون ببراءة إخواننا”… وهل اعترف مجرم بجريمته يوماً؟! يعتقد نصر الله ان بكلماته يمكنه نسف تحقيق كامل على مدى سنوات فيه تفاصيل الكارثة التي خطها هو بيديه.

ولم ينس نصر الله التطرق الى الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي معتبراً اياه خيانة للاسلام والعروبة… يستمر في “حشر” انفه في خصوصيات الدول العربية، وان كلف ذلك اللبنانيين خسارة ارزاقهم بسبب كلام اقل ما يقال عنه غير مسؤول.

نصر الله الذي يخشى على مستقبل حزبه في لبنان بعد الضغوطات العربية والدولية عليه، هدد اللبنانيين من خلال دعوته لجمهوره الى الحفاظ على غضبهم الذي قد يحتاجونه “لننهي كل محاولات جر لبنان لحرب اهلية”… من استخدم سلاح ميليشيته في 7 ايار لغزو بيروت لا يستبعد منه تكرار الامر كلما دعت الحاجة اليه.

في النهاية لا يمكن الا اعتبار ان ما صدر عن الجندي في حزب ولاية الفقيه، هو ما أوصته به ايران، فهو ليس الا ناطق رسمي للجمهورية الاسلامية في لبنان.