الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مناورات الإعتذار والتكليف فوق رؤوس 4 ملايين "رهينة" لبنانية

منذ تسريب التسجيل الشهير لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، امام رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب ، عن ان ” الرئيس المكلف عم يكذب، وانني لم اسلِّمه اي ورقة عن التشكيلة الحكومية “، والعلاقة بين بعبدا وبيت الوسط في ادنى مستوياتها.
وثمة مَن يقول إن التعايش مستحيل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف ، فكيف في هذه الحال يمكن ان يجلسا معًا على طاولة واحدة في مجلس الوزراء ؟

بهذا المعنى ، بات تشكيل الحكومة من قِبل الرئيس سعد الحريري شبه مستحيل، فطالما ان رئيس الجمهورية لا يريده ، فبإمكانه ان يمارس أكثر من وسيلة لعدم ولادة الحكومة، ومن أبرز هذه الوسائل ان يرفض أي تشكيلة تُقدَّم إليه ، وأن لا يضع توقيعه عليها، إلى ان يصل الرئيس المكلف إلى حالٍ من اليأس يُترجمها بالإعتذار عن عدم التشكيل ، وطالما انه في ” غير وارد ” الإعتذار، فإن الأمور ستبقى مقفلة، وليس في الدستور أي مادة ” تفك شيفرة هذه المعضلة “، ولم يَفْقَه المشترع لا في دستور ما قبل الطائف ولا في دستور الطائف ، إمكان حدوث مثل هذه العقدة ، فوقعت الواقعة :

رئيس الجمهورية يضع في جيبه ورقة التوقيع .

الرئيس المكلف يضع في جيبه ورقة التكليف .

لا الاول يتنازل عن التوقيع .

ولا الثاني يتنازل عن التكليف .

وبين الاستحالتين يجد اربعة ملايين لبناني انفسهم رهائن التعنُّت الذي يتقاسمه كل معنيٍّ بالتكليف .
حاول البعض فتح كوة في جدار هذا المأزق ، فكانت ” مناورة ” طرح إسم الرئيس نجيب ميقاتي من خلال كَمٍّ من التسريبات اقل ما يُقال فيها إنها ” رميةٌ في الهواء ” ، ومن المناورات التي أُطلِقت:

اتصال المستشار الرئاسي القاضي سليم جريصاتي بالرئيس نجيب ميقاتي.

لقاء في منزل ” صديق مشترك ” بين السفيرة الأميركية ومستشار للرئيس ميقاتي ( تبيَّن أنه لم يعد مستشاره ).
ميقاتي يجري اتصالات ” تحت الطاولة ” لترويج ترشيحه في حال اعتذار الحريري .

لكن كل هذه المناورات تقف عند ” تفصيلٍ صغير “:

قبل تكليف الجديد لا بد من اعتذار القديم، وطالما ان هذه الخطوة لم تحصل فإن المأزق سيبقى قائمًا، وسيبقى الأربعة ملايين لبناني في وضع الرهينة .