الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

من "الإصلاح والتغيير" إلى "التغيير والإصلاح".. ولكن

قليلون يتذكَّرون أن العماد ميشال عون، رئيس التيار الوطني الحر عام 2005، سمَّى كتلته النيابية، بعد انتخابات تلك السنة، ” تكتل الإصلاح والتغيير”، ليكتشف لاحقًا أن الإصلاح يحتاج إلى تغيير الذي له الاولوية، فسمى تكتله الثاني بعد انتخابات 2009، “تكتل التغيير والإصلاح”.

العبرة ،إذًا، ان الاولوية للتغيير، ولكن تغيير ماذا؟ وتغيير مَن؟ بمعنى آخر، هل التغيير المطلوب هو في الوجوه؟ ام في الأفكار؟ إذا كانت الافكار من الثوابت، فإن التغيير يجب ان يكون في الوجوه، لكن هل التزم الرئيس عون التغيير؟

بدايةً، التغيير والتمديد “خطَّان لا يلتقيان”، وكيف سيوفق العماد عون بين” تغيير لم يحققه، وتمديدٍ يدغدغه منذ أربعةٍ وثلاثين عامًا أي منذ أن عينه الرئيس أمين الجميِّل رئيسًا للحكومة العسكرية.

وظيفة تلك الحكومة آنذاك تهيئة الظروف لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعدما انتهت ولاية الرئيس أمين الجميل من دون ان يتمكن مجلس النواب من انتخاب رئيس جديد.

لكن العماد عون أراد ان “يمدد” الفراغ إلى أن يُنتَخَب هو لرئاسة الجمهورية. لم يحصل ذلك، إذ بعد عامٍ من الفراغ، انتُخِب النائب رينيه معوض رئيسًا للجمهورية، اغتيل بعد اسبوعين على انتخابه، فانتخِب الياس الهراوي خلفًا له، ولم يسلمه العماد عون القصر الجمهوري، إلى ان غادره بعملية عسكرية للجيش السوري بناءً على طلبٍ من الحكومة اللبنانية.

هكذا مدد العماد عون الازمة من أيلول 1988 إلى تشرين الاول 1990.

لم يكن هذا التمديد الاخير للعماد عون. مدد الفراغ من أيار 2014، تاريخ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، إلى تشرين الاول 2016، حين انتُخِب هو رئيسًا للجمهورية، كان حزب الله يمنع إجراء الانتخابات النيابية ما لم يُنتَخَب العماد عون رئيسًا للجمهورية.

اليوم العماد ميشال عون يعيد الكَرَّة، لم يعد “التغيير” هو الأساس بالنسبة إلى شعاره، يريد التمديد بأي ثمن، التمديد لمجلس النواب، ومن ثَّم، والعلمُ عند الله، التمديد لرئيس الجمهورية!

إن ما يحصل على مستوى وضع العصي في دواليب الإعداد للإنتخابات النيابية، بدأ يُدخِل الشكوك إلى نفوس الجميع من أن العماد عون لا يريد الإنتخابات النيابية، بدليل اشتراطه إنجاز”الميغاسنتر” الذي هو حق يُراد به باطل، إذ من الصعب جدًا إنجاز “الميغاسنتر” في ما تبقَّى من وقت ليوم الانتخابات، اي قرابة الشهرين، فهل ينهي الرئيس عون حياته السياسية بمثل ما بدأها عام 1988، بتمديد ازمة انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟