الأثنين 19 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

من شويا إلى خلدة وصولاً إلى عين الرمانة

‏إن المشكلة مع ميليشيا حزب الله، ليست بكمين ولا استفزاز وليد لحظته ولا هي مشكلة مسلم ولا مسيحي ولا قمع للحرية، إن المشكلة اعمق بكثير مما يتصوره البعض أو حتى يسوقه الدائرون في فلك الميليشيا، فالمشكلة بحد ذاتها تراكمية، وعمرها من عمر تفرد حزب الله بالقرار السيادي لدولة لبنان، ولاخضاع دولة بأكملها من شمالها الى جنوبها مارس الحزب المسلح كل مفردات الإحتلال والتغول.

المشكلة أيضاً وطنية بإمتياز، فهل سيحلها الـ ١٠٠ الف مقاتل الذين يفتخر بهم حسن نصر الله، ويهدد بهم الآخرين، فمن شويا في الجنوب الى خلدة في الجبل، وصولاً الى عين الرمانة في بيروت، حزب الله يستنزف شعبياً، والمشكلة في لبنان ليست في تفصيل انتخاب عون لرئاسة الجمهورية من قبل، بل في المشروع الذي اوصل الى هذا الانتخاب، وهو مشروع اقامة توازن مسيحي لمواجهة المسلمين، في حين ان المطلوب في لبنان – كان ولا يزال – هو إيجاد صيغة حقيقية و صادقة، لتوازن وطني مسيحي اسلامي في مواجهة الاحتلال الايراني، الذي يستهدف الجميع داخل لبنان اليوم.

مشروع الغاء التعددية السياسية، الذي جاء بعون ويراد به أن يأتي بصهره جبران باسيل، هو مشروع تحت شعار القوي في طائفته يحكم ويقرر، في حين ان المطلوب شراكة واسعة في القرار ورسم السياسات لتستقيم الديمقراطية الصحيحة، لذلك وعطفاً على ما ورد، فتصحيح الخطأ لا يكون بتحميل ميشال عون وحده المسؤولية ورمي الكرة في ملعبه حصرا، وان كان عون يتحملها طبعاً، بل بالتخلي عن الفلسفة السياسية والمشروع والشعارات التي أوصلته، لأن ما يعانيه لبنان ليس فقط بسبب شخص عون رغم مسؤوليته الكبيرة، ولكن بسبب الفلسفة السياسية التي أوصلته، والمحاصصة البغيضة التي يستند إليها، كما التسويات الفاشلة.

الحل في لبنان يبقى بتغيير السياسات وليس فقط باستبدال الاشخاص، لتأتي الاحداث الدموية والافتراءات والاستدعاءات والسجال السياسي في لحظة يبحث فيها الناس عن لقمة عيش في البلد بمكان آخر، وبعد ان قبلت السلطة الحاكمة في لبنان بالتفاوض مع اسرائيل حول ترسيم الحدود، يطرح السؤال التالي: ما جدوى بقاء ميليشيا سلاح حزب الله؟ وهل مساكنة سلاح غير شرعي بإمرة ايرانيّة مع استثمارات اجنبية ممكنة؟

اذ يتوجب مناقشة جدوى بقاء سلاح حزب الله داخل مجلس النواب وبشجاعة، ولو ناقش البعض من قبل علاقة الدولة اللبنانية مع السلاح الفلسطيني في المجلس لما حصلت الحرب سابقاً في لبنان، فالجرأة مطلوبة، وما ضاع حق خلفه من يطالب به كما يقول العرب، و القصة في لبنان تبدأ عند سلاح غير شرعي بحوزة حزب الله، و تتناهى عند فصول المأساة التي تركها وجود ذلك السلاح بيد هذه الميليشيا.