الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

من فرنسا عاد الخميني .. من فرنسا عاد ميشال عون

من يتأمل في الموقف الفرنسي من لبنان يجد الرئيس ماكرون يرتكب أخطاء بالجملة سيكتبها التاريخ في صفحاته وهو يؤرخ لسيرة سيد الإليزيه الرافض لتصنيف حزب الله منظمة إرهابية ، والباحث عن إعادة تأهيل المنظومة الفاسدة والحاكمة في لبنان من خلال صفقة بين باريس وطهران تخص لبنان ، وتنكرت لها إيران الآن ورفضت تطبيق بنودها عبر ميلشيا حزب الله.

وكلمات المسؤولين الفرنسين حول لبنان في عهد ماكرون تجانب الصواب ، وتحاول معالجة المشاكل والنتائج دون تطرقها للأسباب ، فالحزب الإيراني المسلح في لبنان بزعامة حسن نصر الله يريد أن يساوم على لبنان من خلال إحتلاله الكامل لمؤسسات البلد الدستورية ، وتأطير سبل التنازل بالقطارة للجانب الأمريكي في مسألة التطبيع مع إسرائيل عبر ترسيم الحدود البحرية.

وعطفاً على ما ذكر ، تقف وجوه السلطة المتحالفة مع حزب الله عاجزة تمام العجز عن أخذ زمام المبادرة ، كون نصر الله وبري سيفاوضان نتنياهو في الناقورة ، ولهذا فإن كذبة المقاومة سقطت وتسقط أمام فهم العقلاء الذين بعون بأن القبول الرسمي بوساطة أمريكا للجلوس مع الإسرائيلي هو إعتراف واضح بوجود إسرائيل كدولة مجاورة للبنان ، و قد يتنصل نصر الله من كذلك عبر خطابات وشعارات قادمة لكن الواقع لايمكن لأحد تغييره ، وهو أن نصر الله مساوم وليس مقاوم ومأمور وليس آمر.

وفي طبيعة الأحداث يظهر جلياً الموقف الصلب في لبنان لبهاء الحريري المتمسك بضرورة نزع السلاح غير الشرعي الموجود بيد عناصر حزب الله ، وكان بهاء الحريري قد قالها منذ البداية ، إن أركان السلطة عاجزون عن البناء كونهم حلفاء الخراب ولن يشكلوا أي حكومة ، وبالفعل صدقت كلمات بهاء الحريري وكذب الآخرون ، فبهاء العاكف على كتابة مشروعه السياسي ، سيقدم للبنان الدولة والشعب نموذجاً من العمل الوطني المفضي لإعادة الإعمار في كل المجالات كما فعل والده الراحل رفيق الحريري ، وليس التنازلات التي أثقلت كاهل أصحابها دون فائدة.

وليتهم في لبنان يعلمون بأن من فجر بيروت لن يعمر لبنان ، ومن جوع الشعب لايمكن أن ينهض بالإقتصاد ، ومن سرق الدولة لن يحارب الفساد ، وليتهم يقبلون برواية التاريخ المعاصر حين وثقت قدوم الشر الخميني من فرنسا لنشر الإرهاب في المنطقة ، وعودة الخطر العوني إلى لبنان للتحالف مع حزب الله وبقية الإرهابيين ، إذ لا يصح في نهاية المطاف إلا الصحيح ، ولبنان مقبل على تغييرات جذرية ستتكفل بها عقوبات أمريكا ، ومن يضحك في السلطة الآن مطمئناً سيبكي قريباً وينتحب ، وإن غداً لناظره قريب.